فعلاً كما قالy.
وقال لسعد بن أبي وقاص في رواية صحيحة، حينما كان في مرض شديد: (لعلك تُخلـِّفُ حتى ينتَفعَ بكَ أقوامٌ، ويستضرَّ بك آخرون)(1) فأخبر y أنه سيكون قائداً عظيماً، وسيفتح الله بيده بلداناً وينتفع به أقوام كثيرة بدخولهم حظيرة الاسلام، ويتضرر به آخرون حيث تنقرض دولتهم. وقد كان كما قال؛ اذ أصبح سعد قائداً للجيش الأسلامي ودمّر دولة الفرس وصار سبباً في دخول كثير من الأقوام والملل في حوزة الأسلام.
وثبت كذلك أنه y (نعى النجاشي(2) في اليوم الذي مات فيه)، في السنة السابعة من الهجرة، وصلّى عليه، وبعد مرور اسبوع جاء الخبر بأنه توفي في اليوم الذي أخبر فيه الرسول y.
وقال y: (اُثبت فانما عليك نبي وصديق وشهيد)(3) عندما كان y مع صفوة من الصحابة الكرام على جبل اُحد - أو على حراء(4) - واهتزّ الجبل من تحتهم، فأفاد أن عمر وعثمان وعلي سيستشهدون، فكان كما قال
----------------------------------------------------------------------
(1) رواه الشيخان (الخفاجي 3/209 وعلى القاري 1/699) وحلية الاولياء (1/94).
(2) عن ابي هريرة: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج الى المصلى فصفّ بهم وكبّر أربعاً) رواه البخاري في كتاب الجنائز، وفي فضائل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي باب موت النجاشي. ورواه مسلم وأحمد ومالك والشافعي والبيهقي وابو داود.
(3) رواه البخاري (5/15) وابو داود والترمذي عن أنس، والترمذي عن عثمان، وأحمد ابو يعلى في مسنده وابن حبان عن سهل بن سعد.
(4) روى مسلم : عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اسكن حراء فما عليك الاّ نبي أو صديق أو شهيد) وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم. وله رواية اخرى مشابهة (4/1880): (اثبت حراء فانما عليك نبي أو صديق أو شهيد) رواه أحمد وابو داود والترمذي وابن ماجه عن سعيد بن زيد، وأحمد عن انس عن بريرة، والطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهم. وهو حديث صحيح (صحيح الجامع الصغير 1/97 برقم 130).