ثلاثون سنة، وتكمل هذه المدة بالأشهر الستة لخلافة الحسن رضي الله عنه، ثم تتعاقب السلطنة والجبروت وفساد الأمة، وفعلاً تحقق مثلما قال.
وثبت برواية صحيحة ان سيدنا عثمان رضي الله عنه يُقتل وهو يقرأ المصحف(2)، وان الرسول y قد قال: (ان الله عسى ان يلبسه قميصاً وانهم يريدون خلعه)(3) فكان كما قال.
وفي رواية صحيحة أخرى أنه؛ عندما احتجم الرسول y شَرب عبد الله بن الزبير دمه الطاهر تبركاً، ولم يسكبه فقال له: (ويلٌ للناس منك وويلٌ لك من الناس)(4) فأخبر بأن عبد الله سيتولى أمر الناس بشجاعة فائقة، وسيكون هدفاً لهجوم عنيف وستنزل بالناس بسببه نوائبٌ ومصائبٌ. وفعلاً وقع كما قال؛ حيث أعلن عبد الله بن الزبير الخلافة في مكة في عهد الأمويين وحاصره الحجاج بن يوسف الظالم بجيش عظيم في مكة، وبعد قتال عنيف وبسالة نادرة ومعارك دامية سقط شهيداً.
----------------------------------------
(2) صحيح: ورد في فضائل الصحابة عن عمرة بنت أرطأة العدوية، قالت: (خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان الى مكة فمررنا بالمدينة ورأينا المصحف الذي قُتل وهو في حجره، فكانت أول قطرة من دمه على هذه الآية: ﴿فسَيَكفيِكَهمُ الله وهو السميعُ العليم﴾(البقرة: 137) قالت عمرة: فما مات رجل منهم سوياً) قال المحقق: اسناده صحيح (1/501 رقم 817).
(3) صحيح: عن عائشة رضي الله عنها: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا عثمان انه لعل الله ان يقمصك قميصاً فإن ارادوك على خلعه فلا تخلعه لهم) رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: في الحديث قصة طويلة، وقال حديث حسن غريب. قال المحقق: واسناده صحيح وله في المسند (6/114) طريق اخرى (مشكاة المصابيح 3/238).
(4) حسن: قال البوصيري: رواه ابو يعلى والبزار باسناد حسن (المطالب العالية 4/21). قال: الهيثمي: رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم وهو ثقة (2708). رواه الحاكم 3/ 554).