الكفار في بدر وأشار الى محال قتلهم ومصارع رؤسائهم: هذا مصرع ابي جهل، هذا مصرع عتبة، وهذا مصرع أميّة، هذا مصرع فلان وفلان (واعلم بانه سيقتل اُبي بن خلف)(3) ، وكان كما أعلم.
وثبت في الصحيح انه قال كمن يشاهد أصحابه وينظر اليهم في غزوة مؤتة، وهي على بُعدِ مسيرة شهر من حدود الشام: (أخذ الرايةَ زيدٌ فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان.. حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم)(4) ، وبعد مرور بضعة أسابيع عاد يعلى بن مُنبّه من ساحة المعركة، وقبل ان يخبر عما جرى هناك بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دار في المعركة مفصلاً. فأقسم يعلى، وقال: (والذي بعثك بالحق ما تركتَ من حديثهم حرفاً واحداً)(5).
وفي رواية صحيحة انه y أخبر عن ان الخلافة بعده ثلاثون عاماً ثم تصير ملكاً عضوضاً(6)؛ (وان هذا الامر بدأ نبوة ورحمة، ثم يكون رحمة وخلافة، ثم يكون ملكاً عضوضاً، ثم يكون عتواً وجبروتاً وفساداً في الأمة)(1) ، فأخبر y عن مدة الخلافة الراشدة وهي؛
----------------------------------------------
(3) الشفا (1/343). رواه البيهقي عن عروة وسعيد بن المسيب مرسلاً فجرحه في عنقه في اُحد فمات (الخفاجي 3/207 وعلى القارى 1/699). وانظر الشفا (1/116).
(4) البخاري (5/182) عن انس. ورواه أحمد والنسائي (صحيح الجامع الصغير 1/122).
(5) الخفاجي (3/210) زاد المعاد تحقيق الارناؤوط (3/385).
(6) صحيح: عن سفينة ان الرسول y قال: (الخلافة بعدي في امتي ثلاثون سنة، ثم ملكٌ بعد ذلك) رواه أحمد والترمذي وابو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه (صحيح الجامع الصغير برقم 3336 قال المحقق: صحيح) (الفتح الرباني للساعاتي 23/10) وفي سلسلة الاحاديث الصحيحة (460) بعدة سياقات.
(1) صحيح: الشفا (1/340). وروى الامام أحمد (4/273) (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت) والحديث في مسند الطيالسي (438)، قال الهيثمي في المجمع
(5/189): رواه أحمد والبزار أتم منه والطبراني ببعضه في الاوسط، ورجاله ثقات، وصححه الحافظ العراقي (سلسلة الاحاديث الصحيحة 1/9 والفتح الرباني للساعاتي 3/10).