وعن سهل بن سعد:(3) (وكَثُر بكاء الناس لما رأوا به من بكاء وحنين).
وعن اُبَي بن كعب:(4) (حتى تصدّع وانشق) لشدة بكائه.
زاد غيره: فقال النبيy: (ان هذا بكى لما فقد من الذكر)(5) وزاد غيره: (والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا الى يوم القيامة) تحزناً على رسول اللهy (6) وفي حديث بُريدة: لما بكى الجذع وضع الرسول يده الشريفة عليه وقال: (ان شئت اردَّك الى الحائط(7) الذي كنت فيه، ينبت لك عروقك ويكمل خلقُك ويجدّد لك خوص وثمرةٌ. وان شئت اغرسك في الجنة فيأكل اولياء الله من ثمرك. ثم اصغى له النبي y يستمع ما يقول، فقال: بل تغرسني في الجنة فيأكل مني اولياء الله واكون في مكان لا ابلى فيه، فسمعه من يليه، فقال النبي y: قد فعلتُ. ثم قال: اختار دار البقاء على دار الفناء)(1).
---------------------------------------------------------
(3) كما رواه الشيخان (الخفاجي 3/ 62).
(4) صحيح: كما رواه الشافعي في مسنده وابن ماجه والدارمي والبيهقي (الخفاجي 3/ 62) ورواه عبدالله من زياداته في المسند، وفيه رجل لم يسّم وعبدالله بن عقيل وفيه كلام وقد وثق (تحفة الاحوذي 3/ 22). والحديث تشهد له احاديث الباب السابقة وهي صحيحة كما مرّ.
(5) صحيح البخاري (4/ 237) واحمد (الفتح الرباني 22/ 49 - 50).
(6) في رواية ابن عباس وفيه: (فأتاه فاحتضنه فسكن، قال: ولو لم احتضنه لحنّ الى يوم القيامة) قال العلامة احمد شاكر في تحقيق المسند: اسناده صحيح. ثم قال: ذكر الحافظ ابن كثير في التاريخ (6/ 125) حنين الجذع بالاسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة، ثم ختم الباب بما روى ابو حاتم الرازي عن عمرو بن سواد قال: (قال لي الشافعي: ما اعطي الله نبياً ما اعطى الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فقلت له: اعطي عيسى احياء الموتى! فقال: اعطي محمداً الجذع الذي كان يخطب الى جنبه حتى هئ له المنبر، فلما هيء له المنبر حنّ الجذع حتى سُمع صوته فهذا اكبر من ذلك) (2236) تحقيق المسند. وقد اورد ايضاً احاديث باسانيد صحيحة في حنين الجذع نذكر ارقامها وعلى سبيل المثال: (2237) عن انس (2400) عن ابن عباس، وعن انس (2401) عن ابن عباس وعن انس (3430) عن ابن عباس (3431) عن انس (3432) عن انس.
(7) (الحائط): البستان.
(1) في حديث طويل رواه احمد والشافعي وابن ماجه وفي اسناده عند الجميع عبد الله بن محمد بن عقيل، قال النسائي: ضعيف، وقال ابو حاتم لين، وقال الترمذي: صدوق سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: كان احمد واسحاق والحميد، يحتجون بحديث ابن عقيل (ملخصاً من الفتح الرباني 22/ 49).