رفاتاً)(3).
وحينما كان الحسن البصري يحدّث بهذا الى طلابه يبكي ويقول:
(يا عباد الله! الخشبةُ تحنّ الى رسول الله y شوقاً اليه لمكانه فانتم أحق ان تشتاقوا الى لقائه)(4).
ونحن نقول: نعم! ان الاشتياق اليه ومحبته انما هو باتباع سنته السنية وشريعته الغراء.
نكتة مهمة:
فان قيل: لِمَ لم تشتهر تلك المعجزات التي تخص البركة في الطعام والتي اشبعت الفاً من الناس في غزوة الخندق بصاع من طعام، ولا تلك المعجزات التي تخص الماء التي اروت الفاً من الناس بما فار من الماء من اصابع الرسول المباركة y. لِمَ لم تنقلا بطرق كثيرة مثلما اشتهرت معجزة حنين الجذع ونقلت. مع ان كلاً من تلك الجماعتين - لتي وقعت المعجزة امامهما - كثر من جماعة معجزة حنين الجذع؟
الجواب:
ان المعجزات التي ظهرت قسمان:
احدهما: ما يظهر على يد النبي y لتصديق دعوى النبوة، ويكون حجة لها، فيزيد ايمان المؤمنين ويسوق اهل النفاق الى الاخلاص والايمان، ويدعو اهل الكفر الى حظيرة الايمان. ومعجزة حنين الجذع من هذا القبيل، لذلك رآها العوام والخواص واعتُني
-------------------------------------------------
(3) الشفا (1/ 304) رواه عبد الله بن الامام احمد في زوائده وتخريجه في الهامش (8).
(4) الشفا (1/305) ولله درّ القائل من أهل الفضائل.
والقى حتى في الجمادات حبه فكانت لأهداء السلام له تهدى
وفارق جذعاً كان يخطب عنده فأنّ انين الأم اذ تجد الفقدا
يحنّ اليه الجذع يا قوم هكذا اما نحن اولى أن نحنّ له وجدا
اذا كان جذعٌ لم يطق بُعد ساعة فليس وفاء أن نطيق له بعداً
(علي القاري 1/ 626).