فما سبّحن).
وروى مثله ابو ذر رضي الله عنه(1) وذكر انهن سبّحن في كف عمر رضي الله عنه ثم وضعهن على الارض فخرسن، ثم اخذهن ووضعهن في كف عثمان، فسبّحن ثم وضعهن في ايدينا فخرسن.
المثال الثالث:
ثبت بنقل صحيح عن علي وجابر وعائشة رضي الله عنهم انه ما كان يمر النبي y بجبل ولا حجر الاّ وقال:السلام عليك يا رسول الله، ففي رواية علي رضي الله عنه قال: (كنا بمكة مع رسول الله y فخرج الى بعض نواحيها، فما استَقبلَهُ شجرةٌ ولا جبلٌ الاّ قال له: السلام عليك يا رسول الله)(2).
وفي رواية جابر رضي الله عنه قال: (لم يكن النبي y يمرّ بحجر ولا شجرٍ الاّ سجد له)(3) اي: كل منهما ينقاد له ويقول: السلام عليك يا رسول الله.
وفي رواية أخرى (عن جابر بن سمرة رضي الله عنه(4): عنه y: اني لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ) اي قبل ان ابعث (قيل: انه
----------------------------------------------------
(1) الشفا (1/ 306) الحديث في المجمع (5/ 179) عن ابي ذر، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الاوسط، وفيه محمد بن ابي حميد وهو ضعيف، وله طريق احسن من هذا في علامات النبوة واسناده صحيح. قال عنه الهيثمي (8/298 - 299): رواه البزار باسنادين ورجال احدهما ثقات وفي بعضهم ضعف. وفي كنز العمال (35409، 35410) من حديث ابي ذر عزاهما لابن عساكر. وفي الفتح (6/590) قال الحافظ: وأما تسبيح الحصى فليست له الاّ هذه الطريقة الواحدة مع ضعفها (اي من حديث ابي ذر). قلت: تعلم من التخريج السابق ان لحديث تسبيح الحصى اكثر من طريق.
(2) رواه الترمذي (363 تحقيق أحمد شاكر) وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي بعض نسخ تحفة الاحوذي (3705) هذا حديث حسن غريب. ورواه الدارمي برقم (21،1 / 19 - 20) وضعفه محقق جامع الاصول (8893 ) وفي المجمع (8/ 260) عن الامام علي رضي الله عنه بنحوه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الاوسط والتابعي ابو عمارة الحواني لم اعرفه، وبقية رجاله ثقات. وفي كنز العمال (2/ 365) زاد نسبته للدورقي والحاكم والبيهقي في الدلائل، ورمز في الكنز لضعفه.
(3) الشفا (1/ 307)، رواه البيهقي (الخفاجي 3/ 71).
(4) رواه مسلم (4/ 782 برقم 2277)، والترمذي (برقم 3703 تحفة الاحوذي)، واحمد (5/ 89، 95، 10