﴿وما قَدَروا الله حق قدره﴾(الانعام:91) ثم قال: يمجِّد الجبارُ نفسه يقول: انا الجبار انا الجبار انا الكبير المتعال. فَرجَف المنبرُ حتى قلنا ليخرنَّ عنه).
المثال السابع:
عن حبر الامة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه، وعن ابن مسعود(3) - من علماء الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين، انه قال: (كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة فلما دخل رسولُ الله y المسجدَ عام الفتح جعل يشير بقضيب في يده اليها ولا يمسّها. ويقول: ﴿جَاء الحقُّ وزَهَقَ الباطلُ إنَّ الباطلَ كانَ زَهُوقاً﴾(4) (الاسراء:81) فما اشار الى وجه صنمٍ الاّ وقع لقفاه ولا لقفاه الاّ وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم)(1).
المثال الثامن:
هو قصة بحيراء الراهب المشهورة(2) وهي: ان النبي y خرج
--------------------------------------------------------------------
(3) حديث عبد الله بن مسعود اخرجه البخاري في المغازي: باب اين ركز النبي y الراية يوم الفتح، وفي المظالم: باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق، وفي تفسير سورة بني اسرائيل باب: (وقل جاء الحق وزهق الباطل) ومسلم (برقم 1781) والترمذي (3137) وابن حبان (1702).
(4) الحديث الى هنا عند البخاري ومسلم والترمذي وما بعده عند غيرهم.
(1) حديث ابن عباس رضي الله عنه، في المجمع (6/ 176) قال الهيثمي، رواه الطبراني ورجاله ثقات ورواه البزار باختصار وفيه ايضاً حديثاً بمعناه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه: (فيسقط الصنم ولم يمسه) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وفيه عاصم بن عمر العمري وهو متروك ووثقه ابن حبان وقال: يخالف ويخطئ وبقية رجاله ثقات.
(2) صحيح: قصة الراهب من حديث ابي بكر بن ابي موسى الاشعري عن ابيه، والحديث رواه الترمذي (3699 تحفة الاحوذي) وقال: هذا حديث حسن غريب. اهــ قال الجزري: اسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح أو احدهما. قال الحافظ في الاصابة: رجاله ثقات، والحديث صححّه محقق المشكاة (5918، 3/ 186) وأما ما ذكر ابو بكر وبلال فخطأ ظاهر كما قال أهل العلم. اهــ ويحتمل انها مدرجة فيه منقطعة من حديث آخر وهما من أحد رواته كما نقل صاحب تحفة الاحوذي عن المواهب اللدنية، فالحديث دون الزيادة الأخيرة صحيح.