النورين(4) وسعيد بن زيد(5) احد العشرة المبشرين بالجنة انه: (صعد النبي y وابو بكر وعمر وعثمان اُحُداً، فرجف بهم) من مهابتهم أو من سروره وفرحه، (فقال: أثبت اُحُد فانما عليك نبي وصدّيق وشهيدان).
فبهذا الحديث ينبئ y عن شهادة عمر وعثمان إخباراً غيبياً.
وقد نقل - تتمة لهذا المثال - انه لما هاجر الرسول y من مكة وطلبته كفار قريش صعد على جبل ثُبير، (قال له ثبير(1): اهبط يا رسول الله فانّى اخاف ان يقتلوك على ظهري فيعذّبني الله. فقال له حراء: اليّ يا رسول الله).
من هذا يستشعر أهلُ القلب والصلاح الخوف في ثبير والأمن والاطمئنان في حراء.
يفهم من مجموع هذه الامثلة ان الجبال العظيمة مأمورة ومنقادة كأي فرد من الافراد وهي كأي عبدٍ مخلوق يسبّح الله تعالى وله وظيفة خاصة به، وانه يعرف النبي y ويحبّه.. فما خُلقت الجبال باطلاً.
المثال السادس:
(وروى ابن عمر رضي الله عنهما(2) ان النبي y قرأ على المنبر:
------------------------------------------
(4) صحيح: حديث عثمان رضي الله عنه رواه الترمذي (3783 تحفة الاحوذي) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وزاد المباركفوري نسبته الى النسائي والدار قطني وقال ذكره البخاري في صحيحه تعليقاً.
(5) صحيح: اخرجه الحاكم (3/ 450) وقال: هذا حديث غريب صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. واحمد (1/187، 188، 189) وابو داود وابن ماجه والترمذي 3782 (تحفة) وقال: هذا حديث صحيح غريب. وصحّحه ابن حبان 2198، واسناده حسن في الصحيحة 875 والحديث صحيح بشواهده.
(1) (ثبير): جبل بالمزدلفة عن يسار الذاهب الى منى. وكان هذا قبل توجهه y الى غار ثور الذي اختفى فيه عند الهجرة. (الخفاجي 3/75). - المترجم.
(2) في حديث رواه مسلم (6/ 132 - 133) (مسلم هامش النووي)، والنسائي واحمد في مسنده والرواية بلفظه (الخفاجي 3/ 75)، الشفا (1/ 38).