المعجزات الأحمدية | المكتوب التاسع عشر | 73
(1-165)

تعلم الشريعة يأتي المفتى ويستفتيه.. وهكذا فقد كانت مهمة بعض علماء الصحابة منحصرة في حمل الحديث ونشره ونقله الى العصور الأخرى. فكانوا يسعون بكل ما آتاهم الله من قوة في هذه الغاية. فابو هريرة رضي الله عنه كرّس جميع حياته لحفظ الحديث النبوي في الوقت الذي كان عمر رضي الله عنه منهمكاً في حمل اعباء الخلافة وسياسة الدولة. لذا اعتمد على هؤلاء الصحابة: ابي هريرة وانس وجابر وامثالهم في نقل الحديث الشريف الى الامة، فندرت الرواية عنه. ثم ان الراوي الصادق المصدَّق من قبل الجميع يُكتفى بروايته ولا داعي الى رواية غيره، ولذلك ينقل بعض الحوادث المهمة بطريقين او ثلاث.

الاشارة الحادي عشرة
تبين هذه الاشارة المعجزة النبوية في الاحجار والجبال من الجمادات كما اشارت (الاشارة العاشرة) الى المعجزة النبوية في الاشجار، نذكر من بين امثلتها الكثيرة ثمانية امثلة:
المثال الاول:
 روى البخاري وعلاّمة المغرب القاضي عياض عن ابن مسعود - خادم y- انه قال: (لقد كُنّا نَسْمعُ تَسبيحَ الطعامِ وهو يُؤكَل)(1).
المثال الثاني:
 وثبت كذلك عن انس وابي ذر رضي الله عنهما، قال أنس(2) (أخذ النبي y كفاً من حصىً فسبّحن في يد رسول الله y حتى سمعنا التسبيحَ، ثم صبَّهن في يد ابي بكر رضي الله عنه فسبّحن، ثم في ايدينا 
--------------------------------------------------------
(1) جزء من حديث رواه البخاري(4/ 235)، وفي الانبياء: باب علامات النبوة، ورواه الترمذي (3712 تحفة الاحوذي) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد مرّ تخريج بعض اجزائه.
(2) الشفا (1/ 306) في حديث رواه ابن عساكر في تأريخه (الخفاجي 3/ 70). ورواه الطبراني والبزار عن أنس... وذكر العراقي: انه ضعيف (الاحاديث المشكلة في الرتبة 112). وفي كنز العمال من طريقين الاولى عن الحسن عن أنس والثانية عن ثابت البناني عن أنس وعزاهما لابن عساكر.

لايوجد صوت