ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 191
(146-253)

البشرية، ومدار افتخار العالم، وانه حري ولائق جداً تسميته شرف بني آدم، وتلقيبه بفخر العالمين. وان ما في يده من أمر الرحمن وهو القرآن الكريم المهيمن جلال سلطانه المعنوي على نصف الارض مع ما يملك من كمالاته الشخصية وخصاله السامية يظهران ان اعظم انسان في الوجود هو هذا النبي العظيم، فالقول الفصل اذن بحق خالقنا سبحانه هو قوله y.
فتعال ياعقلى وتأمل!. ان أساس جميع دعاوى هذا النبي الكريم y، وغاية حياته كلها، هي الشهادة على وجود واجب الوجود، والدلالة على وحدانيته، وبيان صفاته الجليلة، واظهار اسمائه الحسنى، واثبات كل ذلك، واعلانه واعلامه؛ استناداً الى ما في دينه من ألوف الحقائق الراسخة الاساس والى قوة ما اظهره الله على يده مئات من معجزاته القاطعة الباهرة.
اي ان الشمس المعنوية التي تضئ هذا الكون والبرهان النيّر على وجود خالقنا سبحانه ووحدانيته، هو هذا النبي الكريم الملقب بـ(حبيب الله) y فهنالك ثلاثة انواع من الاجماع عظيمة لا تَغفل ولا تُغفِل، تؤيد شهادته وتصدّقها:
الاجماع الاول: اجماع الذين اشتهروا، وتميزوا في العالم باسم (آل محمد) عليه وعلى آله الصلاة والسلام. تلك الجماعة النورانية التي يتقدمها الامام علي رضي الله عنه الذي قال: (لو رُفع الحجاب ما ازددت يقيناً) ، وخلفه آلاف الاولياء العظام من ذوي البصائر الحادة والنظر الثاقب للغيب من امثال الشيخ الكيلاني (قدس سره) الذي كان يعاين ببصيرته النافذة العرش الاعظم واسرافيل بعظمته وهو بعدُ على الارض.
الاجماع الثاني: اجماع تلك الجماعة المعروفة بالصحابة الكرام المشهورين في العالم رضي الله عنهم اجمعين، وتصديقهم بالاتفاق وبايمان راسخ قوي لهذا النبي الكريم y حتى ساقهم ذلك الى التضحية والفداء بأرواحهم واموالهم وآبائهم وعشيرتهم، وهم الذين

لايوجد صوت