ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 192
(146-253)

كانوا قوماً بدواً يقطنون في محيط أميّ خالٍ من مظاهر الحياة الاجتماعية والافكار السياسية، ليس لهم هدى ولا كتاب منير. وكانوا مغمورين في ظلمة عصر الفترة، فصاروا في زمن يسير اساتذة مرشدين وسياسيين وحكاماً عادلين لأرقى الامم حضارة وعلماً واجتماعاً وسياسةً،فحكموا العالم شرقاً وغرباً ورفرفت رايات عدالتهم براً وبحراً.
الاجماع الثالث: هو تصديق الجماعة العظيمة من العلماء الاجلاء الذين لايعدون ولايحصون المتبحرين في علومهم والمحققين المدققين الذين نشأوا في أمته وسلكوا مسالك شتى ولهم في كل عصر آلاف من الحائزين على قصب السبق بدهائهم في كل علم. فتصديق هؤلاء جميعاً له بالاتفاق وبدرجة علم اليقين اجماع اي اجماع!..
فحكم السائح بان شهادة هذا النبي الامي على الوحدانية ليست شهادة شخصية وجزئية، بل هي شهادة عامة وكلية راسخة لاتتزعزع، ولن تستطيع أن تجابهها الشياطين كافة في أية جهة ولو اجتمعوا عليها.
وهكذا ذكرت إشارة مختصرة لما تلقاه ذلك السائح الذي جال بعقله في عصر السعادة جوانب الحياة من تلك المدرسة النورانية في المرتبة السادسة عشرة من المقام الاول كالآتي:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الواحدُ الاحدُ الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: فخرُ عالمٍ وشرف نوع بني آدم، بعظمة سلطنةِ قرآنه، وحشمةِ وسعةِ دينهِ، وكثرةِ كمالاته، وعلويّة اخلاقه، حتى بتصديق أعدائهِ. وكذا شهد وبرهن بقوةِ مئات المعجزات الظاهرات الباهرات المُصَّدقةِ، وبقوة آلاف حقائق دينه الساطعة القاطعة، باجماع آله ذوي الانوار، وباتفاق اصحابه ذوي الابصار، وبتوافق مُحَقِقي أمتهِ ذوي البراهين والبصائر النّوارة].
* * *

لايوجد صوت