ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 195
(146-253)

وكذا، فان آلافاً من أئمة البلاغة وفحول الأدب، امثال: عبد القاهر الجرجاني(2)، والسكاكي(3)، والزمخشري(4)، قد اقرّوا بالاجماع والاتفاق:
(ان بلاغة القرآن فوق طاقة البشر ولايمكن أن تُدرك) .
وكذا، فان القرآن الكريم منذ نزوله - وما زال - يتحدى كل مغرور ومتعنت من الادباء والبلغاء، وينال من عتوهم وتعاليهم، تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله.. او ان يرضوا بالهلاك والذل في الدنيا والآخرة...
وبينما يعلن القرآن تحديه هذا، اذا ببلغاء ذلك العصر العنيدين قد تركوا السبيل القصيرة وهي المضاهاة والمعارضة والاتيان بسورة من مثله، سالكين السبيل الطويلة، سبيل الحرب التي تأتي بالويل والدمار على الارواح والاموال، مما يثبت اختيارهم هذا انه لا يمكن المسير في تلك السبيل القصيرة.
وكذا، ففي متناول الايدي ملايين الكتب العربية التي كتبها اولياء القرآن بشغف اقتباس اسلوبه وتقليده او كتبها أعداؤه لأجل معارضته ونقده، فكل ما كتب ويكتب، مع التقدم والرقي في الاسلوب الناشئ من تلاحق الافكار - ومنذ ذلك الوقت والى الآن - لايمكن ان يضاهي او يدانى أيّ منها اسلوب القرآن، حتى لو استمع رجل عامي لما يتلى من القرآن الكريم لاضطر الى القول: ان هذا القرآن لايشبه أياً من هذه الكتب، ولن يستطيع انسان كائنا من كان، ولا كافر، ولا أحمق ان

(2) (ت 471هـ/ 1078م) امام في اللغة والبلاغة، له مصنفات. منها: كتاب المغني (30مجلد) المقتصد (3مجلدات) اعجاز القرآن، المفتاح، دلائل الاعجاز، اسرارالبلاغة.
(3) ابو يعقوب يوسف بن ابي بكر (ت 626هـ/ 1228م) من اعلام البلاغة، مؤلف كتاب (المفتاح ) الذي يعد أوسع ما كتب في البيان في زمانه وله شروح كثيرة. وضع علوم البلاغة في قالبها العلمي. مولده ووفاته بخوارزم .- المترجم.
(4) هو ابو القاسم محمود بن عمر الزمخشرى جارالله. ولد بزمخشر سنة 467 توفى بعد رجوعه من مكة المكرمة سنة 538هـ. إمام عصره فى اللغة والتفسير، له (الكشاف عن حقائق التنزيل ) و (الفائق فى غريب الحديث ) و (المفصل ) فى النحو و (اساس البلاغة ) وغيرها. - المترجم.

لايوجد صوت