ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 198
(146-253)

نعم، فمن تحته أعمدة الحجج والبراهين، وعليه تتألق سكة الاعجاز، وبين يديه - هدفه - هدايا سعادة الدارين، ومن خلفه - أي نقطة استناده - حقائق الوحي السماوي، وعن يمينه تصديق ما لايحد من أدلة العقول المستقيمة، وعن يساره الاطمئنان الجاد والانجذاب الخالص والاستسلام التام للقلوب السليمة والضمائر الطاهرة.
واذ تثبت - تلك الجهات الست - ان القرآن الكريم حصن حصين سماوي في الارض لايقوى على خرقه خارق ولاينفذ من جداره نافذ، هناك ايضاً ستة (مقامات) تؤكد انه الصدق بذاته والحق بعينه، وانه ليس بكلام بشر قط، وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وأول تلك المقامات تأييد مصرّف هذا الكون ومدبّره له، الذي اتخذ اظهار الجميل وحماية البر والصدق ومحق الخداعين وازالة المفترين، سنة جارية لفعاليته سبحانه، فأيَّد سبحانه وصدَّقَ هذا القرآن بما منحه من مقام إحترام وتعظيم وأولاه من مرتبة توفيق وفلاح هو اكثر قبولاً واعلى مرتبة واعظم هيمنة في العالم.
وكذا فان الاعتقاد الراسخ والتوقير اللائق من الذات المباركة y نحو القرآن الكريم يفوق الجميع وهو منبع الاسلام وترجمان القرآن، وكونه بين اليقظة والنوم حينما يتنزل عليه الوحي فيتنزل عليه دون ارادته، وعدم بلوغ سائر كلامه شأوه، بل عدم مشابهته له رغم أنه أفصح الناس، وبيانه - بهذا القرآن - بياناً غيبياً لما مضى من الحوادث الكونية الواقعة ولما ستأتي منها مع أميته، من دون تردد وبكل إطمئنان. وعدم ظهور أية حيلة او خطأ او ما شابهها من الاوضاع منه مهما صغرت رغم انه بين أنظار أشد الناس انعاماً لتصرفاته.. فايمان هذا الترجمان الكريم والمبلغ العظيم y وتصديقه بكل قوته لكل حكم من احكام القرآن الكريم، وعدم زعزعة اي شئ له مهما عظم يؤيد ويؤكد أن القرآن سماوي وكله صدق وعدل وكلام مبارك للرب الرحيم.

لايوجد صوت