ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 206
(146-253)

شئ، ولا يعزب عنه شئ، فاكبر شئ عنده يسير كاصغره. وهو القادر على ايجاد ربيع بيسر إيجاد شجرة، وعلى ايجاد شجرة بسهولة إيجاد بذرة.
ولما كانت أجزاء رسائل النور (وبخاصة الكلمة الثانية والعشرين، والثانية والثلاثين، والمكتوب العشرين والثالث والثلاثين) قد أثبتت إثباتاً كاملاً، وأوضحت إيضاحاً تاماً شهادة الكون بكلا جناحيها، وبكلتا حقيقتيها، لذا نختم هذه المسألة الطويلة جداً باحالتها الى تلك الرسائل.
اما الجناح الثاني للشهادة الكبرى الكلية الصادرة من مجموع الكون فهو:

الحقيقة الثانية: حقيقة التعاون
ان حقيقة التعاون تشاهد فيما هو خارج عن طوق المخلوقات الساعية لحفظ وجودها ومهامها، وصيانة حياتها - ان كانت ذات حياة - وايفاء وظيفتها ضمن هذه الانقلابات المضطربة المستمرة والتحولات المتلاطمة الدائمةً. فمثلاً: ان سعي العناصر لامداد الاحياء، وبخاصة مدّ السحاب للنباتات، ومساعدة النباتات بدورها للحيوانات، ومعاونة الحيوانات للانسان، واللبن السائغ في الأثداء والمتدفق لاطعام الصغار، وتسليم حاجات الاحياء وارزاقها الكثيرة جداً والخارجة عن طاقتها وطوقها الى أيديها من حيث لاتحتسب، وجري الذرات الغذائية لبناء خلايا البدن.. وما شابهها من الامثلة الغزيرة لحقيقة التعاون الجارية بالتسخير الرباني وبالاستخدام الرحماني، تُظهر بجلاء ربوبية رب العالمين العامة المحيطة ورحيميته الواسعة الشاملة والذي يدير الكون الواسع برمته بسهولة ادارة قصر بسيط.

لايوجد صوت