ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 215
(146-253)

ان ذلك المسافر الذي أُرسل الى الدنيا لأجل الايمان، والذي قام بسياحة فكرية في عالم الكائنات للاستفسار عن خالقه من كل شئ، والتعرف على ربِّه في كل مكان، وترسخ ايمانه بدرجة حق اليقين، بوجوب وجود إلهه الذي يبحث عنه خاطب هذا السائح عقله قائلاً:
هلّم لنخرج معاً في سياحة اخرى جديدة لنَرى من خلالها براهين تقودنا الى وحدانية خالقنا الجليل سبحانه وتعالى. وطفقا يبحثان معاً بشوق غامر عن (براهين التوحيد) هذه، فوجدا في أولى المنازل أن هناك أربع حقائق قدسية تستحوذ على الكائنات، وتستلزم التوحيد بدرجة البداهة.




الحقيقة الاولى: الالوهية المطلقة
إن إنهماك كل طائفة من طوائف البشرية بنوع من انواع العبادة وانشغالهم به انشغالاً كأنه فطري.. وقيام سائر ذوي الحياة بل حتى الجمادات بخدماتها ووظائفها الفطرية التي هي بحكم نوع من انواع العبادة.. وكون كلٍ من النعم والآلاء المادية والمعنوية التي تغمر الكائنات وسيلة عبادة وشكر لمعبودية تمدّهم بسبل العبادة والحمد.. واعلان الوحي والالهام ما ترشح وما تجلى معنوياً من الغيب، بمعبودية الاِله الواحد.. كل هذا يثبت بالبداهة تحقق الالوهية الواحدة المطلقة وهيمنتها.

لايوجد صوت