ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 217
(146-253)

اذاً أن تمنع هذه الربوبية الواحدة المطلقة الشرك وصوره بأي شكل من الاشكال. فارشادات القرآن الكريم الغزيرة المستمرة الى التوحيد، والى التقديس والتنزيه والتسبيح، في آياته الكريمة، وفي كلماته، وحتى في حروفه وهيئاته، نابعة من هذا السر الاعظم.
* * *
الحقيقة الثالثة: الكمالات
نعم؛ ان جميع ما في الكون من حكم سامية ومن جمال خارق ومن قوانين عادلة ومن غايات حكيمة، إنما تدل بالبداهة على وجود حقيقة الكمالات.. وهي شهادة ظاهرة على كمال الخالق سبحانه الذي أوجد هذا الكون من العدم، ويدبّر أمره في كل جهة وناحية، إدارة معجزة جذابة جميلة، فضلاً عن انها دلالة واضحة على كمال الانسان الذي هو المرآة الشاعرة العاكسة لتجليات الخالق جل وعلا.
فما دامت هناك حقيقة الكمالات، ومادام كمال الخالق الذي أوجد الكون في الكمال هو ثابت ومحقق، ومادام كمال الانسان الذي هو أفضل ثمرة للكون، وخليفة الله في الارض، واكرم مصنوع وأحب مخلوق للخالق سبحانه وتعالى؛ حقيقة ثابتة محققة ايضاً. فلابد ان الشرك الذي يحوّل صورة الكون - ذات الكمال والحكمة الظاهرة - الى ألعوبة بيد المصادفة، والى لهو تعبث به الطبيعة، والى مجزرة ظالمة رهيبة لذوي الحياة، والى مأتم مظلم مخيف لذوي الشعور - حيث يهوي فيه كل شئ الى الفناء، وينحدر الى الزوال ويمضي حثيثاً بلا غاية ولاهدف - والذي يردي الانسان الواضحة كمالاته من آثاره الى اسفل درك من دركات الحيوان كأتعس مخلوق وأذله، والذي يسدل الستار على مرايا تجليات كمال الخالق سبحانه - وهي جميع الموجودات الشاهدة على الكمال المقدس المطلق للخالق الكريم - مبطلاً بذلك نتيجة فعاليته، وخلاّقيته سبحانه !! فلا يمكن ان يستند هذا الشرك على حقيقة ما مطلقاً، ولا يمكن ان يكون موجوداً في الكون ابداً. هذا وان تصدي الشرك للكمالات الإلهية والانسانية والكونية

لايوجد صوت