ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 219
(146-253)

بمقدار ذرة.
وكذا، الحاكمية نفسها انما هي مقام للعزة، فلن يقبل هذا المقام منافساً وخصيماً، لما فيه من تجاوز لهيبته وكسر لعزته.
نعم، ان إقدام الانسان المحتاج دوماً الى من يعاونه لضعفه وعجزه، على قتل اخيه او بنيه - ظلماً - لأجل حاكمية ظاهرية مؤقتة جزئية؛ يدل على ان الحاكمية لاتقبل المنافسة أبداً. فلئن كان الانسان - وهو العاجز - يقدم على مثل هذا الفعل لاجل حاكمية جزئية، فلا يمكن بحال من الاحوال ان يرضى من هو القدير المطلق الذي يملك الكون كله تدخلاً او شركاً من أحد في حاكميته الذاتية المقدسة التي هي محور ربوبيته المطلقة، والوهيته الحقيقية الكلية.
ونظراً لاثبات هذه الحقيقة المشعة بدلائل قوية في (المقام الثاني) من (الشعاع الثاني) وفي مواضع عدة من (رسائل النور) فاننا نحيل اليها.
وهكذا فان صاحبنا المسافر بعد أن شهد هذه الحقائق الاربع تحققت لديه وحدانية الله سبحانه بدرجة الشهود. فنما إيمانه وارتقى وبدأ يردد بقوة:
(لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له) .
واشارة لما تلقاه من درس في هذا المنزل فقد ذكر في المقام الاول من الباب الثاني:
[لا اِلهَ اِلاّ الله الواحد الاحد الذي دلّ على وحدانيته ووجوب وجوده مشاهدة عظمة حقيقة تبارز الالوهية المطلقة، وكذا مشاهدة عظمة اِحاطة حقيقة تظاهر الربوبية المطلقة المقتضية للوحدة. وكذا مشاهدة عظمة اِحاطة حقيقة الكمالات الناشئة من الوحدة وكذا مشاهدة عظمة احاطة حقيقة الحاكمية المطلقة المانعة والمنافية للشركة].
* * *

لايوجد صوت