ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 221
(146-253)

حقيقة العظمة والكبرياء
نظراً لتوضيح هذه الحقيقة ببراهين في (المقام الثاني) من (الشعاع الثاني) وفي عدة مواضع من رسائل النور نكتفي هنا بما يأتي:
ان الذي اوجد النجوم التي يبعد بعضها عن البعض الآخر آلاف السنين، والذي يتصرف فيها في آن واحد وعلى نمط واحد. والذي يخلق أفراداً غير معدودة لنوع واحد من زهرة نابتة في الشرق او الغرب او الشمال او الجنوب من الارض ويصوّرها في وقت واحد وعلى هيئة واحدة وصورة واحدة، والذي يخبرنا عن اعجب حادثة ماضية وغيبية في قوله تعالى ﴿هو الذي خَلقَ السمواتِ والارضَ في ستةِ ايامٍ﴾(الحديد: 4) مثبتاً تلك الحادثة كأنها تحدث امامنا، بما يخلق من مثيلاتها ونظائرها على وجه الارض، وبخاصة عند حلول موسم الربيع، الذي نجد فيه عياناً اكثر من مائة ألف مثال على الحشر الاعظم لاكثر من مائتي ألف نوع من طوائف النباتات وامم الحيوانات، التي تخلق وتنشأ في بضعة أسابيع فقط.. فلاريب أن من بيده إدارة هذا الحشد الهائل مجتمعاً، وتربيته واعاشته، وتمييز بعضه عن البعض الآخر، وتزيينه بكمال الانتظام والميزان، دون لبس او نقص او خطأ ودون تأخير او اهمال، وهو الذي بيده دوران الارض وحصول ظاهرة الليل والنهار بانتظام بديع كما صرحت به الآية الكريمة ﴿يولج الَّيلَ في النَهار ويولجُ النهار في الَّيل﴾(لقمان: 29) مسجلاً وممحياً - بهذا الدوران - الحوادث اليومية وتبدلاتها في صحيفة الليل والنهار، وهو الذي يعلم في الوقت نفسه، وفي اللحظة نفسها، خبايا الصدور وخلجات القلوب، فيديرها بارادته.. ينبغي ان يكون - فاعل هذه الافعال التي كل منها فعل واحد منفرد خاص- واحداً أحداً قادراً صاحب جلال، له من العظمة والكبرياء بداهة ما يقتلع كل جذور الشرك ويمحو جميع آثاره واحتمالاته مهما كان نوعها وبأية جهة كانت، وفي أي شئ كان، وفي أي مكان كان.

لايوجد صوت