ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 633
(459-713)

أولاً: لقد اعترض البعض في الادعاء على مسألة من (الشعاع الخامس) تتعلق بالدجال، متأثرين في اعتراضهم هذا بادعاءات بعض أصحاب الأهواء والبدع من العلماء، الذين ينكرون مجئ الدجال او حتى عدد من الدجالين في الاسلام. ولعلّ الحديث النبوي التالي يعتبر خير دليل على دحض تلك المزاعم.
فقد ورد في الحديث الصحيح:
(لن تزال الخلافة في ولد عمي - صِنْوِأبي - العباس حتى يسلمها الى الدجال) وهذا الحديث الشريف فضلاً عن أنه يعتبر معجزة رائعة من معجزات نبيناy، فإنه يدل دلالة صريحة على أن الخلافة العباسية ستظهر وتستمر مدة طويلة بما يقرب خمسمائة سنة ثم تدمر على يد دجال من الدجالين الثلاثة من أمثال جنكيز وهولاكو ويتولى حكومة دجالية في العالم الاسلامي، أي انه يدل دلالة ظاهرة على أن العالم الاسلامي سيفتتن بثلاثة من الدجالين طبقاً للاحاديث المختلفة الواردة.
على أن الخبر الغيبي الوارد في هذا الحديث ينطوي على معجزتين قطعيتين من معجزات الرسولy.
احداها: أن الخلافة العباسية ستقوم فيما بعد وتدوم خمسمائة عام.
ثانيها: أن هذه الخلافة ستنقرض على يد دجال ظالم طاغ من أمثال جنكيز وهولاكو.
فيا عجباً! هل يمكن لصاحب الشريعة الذي أخبر في كتب الاحاديث عن أشياء جزئية تعود الى شعائر الاسلام والقرآن ألاّ ينبئ عن الأحداث العجيبة التي في زماننا هذا؟.. وهل يمكن ألاّ يشار الى تلاميذ رسائل النور الذين نذروا أنفسهم لخدمة القرآن خدمة مخلصة، وبشكل رائع وواسع، لا سيما في زمن عجيب كزماننا هذا، وفي ظروف صعبة وشديدة كظروفنا.. تلك الخدمات التي يعترف بها الأعداء والأصدقاء؟

سعيد النورسي

* * *

لايوجد صوت