رمضان)(1) فعلينا اذن السعي لاغتنام هذه الفرصة الثمينة فهي سعادة عظمى ولاسيما في مثل هذه الاماكن المثابة عليها.
ثانياً: بمضمون (من آمن بالقدر أمِنَ من الكدر) وكذا حسب القاعدة الحكيمة (خذوا من كل شئٍ احسنه) وكذا قوله تعالى ﴿الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه اولئك الذين هَداهُم الله واولئك هم اولوا الالباب﴾(الزمر: 18).
فحسب هذه الآية الجليلة والقواعد السابقة علينا ان ننظر الى الجهة الحسنة من كل شئ والوجه الجميل المبشر منه لكي لا تنشغل قلوبنا بما لا يعني من الحالات القبيحة العابرة التي لا حاجة لنا اليها، بل هي مضرة تورث الضيق والانقباض. ولقد ذُكر في (الكلمة الثامنة) : رجلان يدخل احدهما الحديقة بينما يغادرها الآخر. فالمحظوظ السعيد هو الذي ينظر الى الازاهير وما شابهها من الاشياء الجميلة في الحديقة، فينشرح ويرتاح ويهنأ، بينما الآخر الشقي يحصر نظره في الامور القذرة الفاسدة لعجزه عن التنظيف، فينتابه الغثيان ويتضايق بدلاً من ان ينسرّ في الحديقة، ويتركها هكذا...
هذا وان صفحات الحياة الاجتماعية البشرية الحالية ولاسيما المدرسة اليوسفية هي بمثابة حديقة، فيها اشياء قبيحة وحسنة معاً وفيها امور محزنة ومفرحة جنباً الى جنب. فالكيّس من اشغل نفسه بالامور الجميلة من دون ان يعبأ بالقبيحة والفاسدة منها. فيشكر ربه وينسرّ في موضع الشكوى والقلق.
سعيد النورسي
* * *
(1) انظر صحيح البخارى - كتاب فضل ليلة القدر - 3، مسلم - كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر برقم 1165 - 1167.