ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 662
(459-713)

ان الاعتداء والهجوم في هذه المرة قد شن في دائرة واسعة جداً.
فقد هاجم علينا كل من رئيس الحكومة والوزراء، هاجموا وفق خطة مرسومة بنيت على اوهام رهيبة. فحسب ما تلقيته من خبر وبامارات كثيرة، ان الاخباريات الكاذبة للمنافقين المتخفين، وبدسائسهم الماكرة لفّقوا ان لنا علاقة قوية وارتباطاً وثيقاً بالمنظمة الداعية الى إحياء الخلافة الاسلامية، وبالجمعية السرية للطريقة النقشبندية. بل اظهرونا اننا في مقدمتهم ورائديهم. حتى ساقوا الحكومة الى اضطراب وقلق كبير، مبينين المجموعات الكبيرة لرسائل النور المجلدة في استانبول والمرسلة الى العالم الاسلامي وكسبها الرضى والقبول هناك، دليلاً على نشاط النوريين. فقذفوا في روع الحكومة الخوف والهلع واثاروا عرق الغيرة والحسد لدى بعض العلماء الرسميين وهيجوا الاوهام والشكوك لدى الموظفين حتى جعلوهم ضدنا. وقد حسبوا ان هناك وثائق كثيرة وامارات عديدة تديننا، واعتقدوا كأن سعيداً الجديد لا يتحمل الاوضاع كما كان سعيد القديم، فيخل بالنظام. ولكن الحمد لله بما لا يتناهى من الحمد والشكر، فلقد خفف وطء تلك المصيبة من الألف الى الواحد، فهم لم يستطيعوا ان يعثروا على اية علاقة كانت مع المنظمات والجميعات فهي غير موجودة اصلاً، فكيف يجدونها؟ ولهذا اضطر المدعي العام الى اختلاق الاكاذيب والافتراءات واسناد امور جزئية تافهة غير ذات مسؤولية الينا.
فما دامت الحقيقة هي هذه، فقد نجونا اذاً نحن ورسائل النور من تسع وتسعين بالمائة من المصيبة، لذا ينبغي لنا انتظار رعاية العناية الالهية وترقبها بالشكر والصبر والتضرع لتتجلى علينا تجلياً كاملاً . فعلينا اذن الشكر بل الف شكر وليس الشكوى وان نمدّ يد العون الى القادمين والمغادرين لهذه المدرسة اليوسفية وتسليتهم بدروس النور.
سعيد النورسي
* * *

لايوجد صوت