دفاع خليل چاليشقان(1)
الى محكمة (افيون) للجنايات الكبرى:
هيئة المحكمة الموقرة!
في لائحة الاتهام التي قدمها المدعي العام عدّ خدمتي لاستاذي كذنب كبير اقترفته. ان استاذي الذي قدم الى بلدتنا ضيفاً سنة 1944م وهو مقيم فيها منذ اربع سنوات.. ان استاذي هذا قد ترك ومنذ اربعين سنة كل لذائذ الحياة ومتاعها وراحتها ونذر نفسه لخدمة الايمان والاسلام، ولاسيما لانقاذ السعادة الابدية للمسلمين في وطننا، ولوضع سد امام الافكار الضارة لدين هذه الامة التركية المسلمة كالافكار البلشفية التي لها اضرار مادية ومعنوية بليغة والافكار الضارة الاخرى للوطن وللامة وذلك بوساطة الدروس الايمانية والاخلاقية لرسائل النور التي اعترف بفضلها جميع العلماء. فهل قيامي - وانا فخور بذلك - بخدمة استاذي بين حين وآخر طوال ثلاث سنوات يعد ذنباً؟ ثم انهم يرون ان تركي لمهنتي كخياط في سبيل هذه الخدمة ذنباً كذلك. ولئن ضحيت بحياتي في سبيل استاذي وفي سبيل رسائل النور - التي ارشدتنا الى الحق والى الحقيقة والتي هي تفسير حقيقي للقرآن الكريم - فهل أعدّ مذنباً وخائناً للوطن؟... أسأل هذا منكم.
رئيس المحكمة الموقر!
لقد قرأت بعض رسائل النور واستنسخت بعضها. وبدأت بحمد الله تعالى حمداً كبيراً بالاستفادة من هذه الرسائل، اذ كان قلبي منذ البداية متعلقاً تعلقاً كبيراً بالعلم ومشتاقاًًًً له. ومع انني مرتبط بهذه الرسائل عن قرب الا انني لم اجد فيها لاتحريضاً للشعب ضد الحكومة ولادعوة لتأسيس جمعية سرية تقوم باخلال الأمن ولم اسمع
(1) عائلة ضاليشقان قدمت خدمات جليلة لرسائل النور، ولازموا خدمة الاستاذ النورسى عند اقامته الجبرية في اميرداغ ومنهم خليل ضاليشقان ووالده (عثمان) من السابقين في خدمة النور. توفي سنة 1965 عن خمس وثلاثين من العمر. رحمة الله رحمة واسعة المترجم.