ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 722
(714-806)

بروحه الباقية من جهة - كبذيرات التين المتناهية في الصغر التي تحمل جميع قوانين الحياة لشجرتها، فهى بمثابة روح باقية لها - فيكتب فيها الخلاق الحكيم، الحى الذي لايموت، بقلم القدر - كالكتابة في القوة الحافظة - تأريخ حياة الشجرة وكأنها كتاب ضخم.. فمن لايؤمن بهذا الخلاق الحكيم الحي الذي لايموت ليس هو انسان احمق وحيوان فاقد الشعور وحده بل هو كذلك اشقى من شيطان تضرم به نار جهنم ومحكوم عليه بالموت الابدي.
نعم، ان هذه الافعال المذكورة والتي تشير الى حجج هذه الكلمات، وهي افعال حكيمة كلية محيطة وفي منتهى الاعجاز وتضم ما لا يتناهى من المعجزات والخوارق.. هذه الافعال لا يمكن ان تكون بلا فاعل قطعاً، بل ذلك محال بمائة محال، وباطل اطلاقاً، فاسنادها الى الاسباب العمياء الصماء العاجزة الفاقدة للشعور، الجامدة المختلطة المستولية غير المنتظمة، ممتنع بالف مرة ومرة ولا أساس له قطعاً.
فلو فوضت تلك الافعال الحكيمة الى غيرالفاعل الحكيم للزم وجود قدرة مطلقة وحكمة مطلقة واتقان بديع كلى تخص تشكل جميع الاعشاب والازاهير في كل ذرة من ذرات التراب.. ويلزم وجود قابلية فهم وإفهام اقوال ومكالمات وكلمات جميع الهواتف والراديوات في كل ذرة من ذرات الهواء. كما ذكر في نكتة توحيدية في لفظ (هو) في (مرشد الشباب) ـ
وهذا المفهوم الغريب العجيب لا يسع اى شيطان كان ان يقنع به احدا ً قط، فالكفر والانكار الذي هو خارج عن نطاق العقل الى هذا الحد وبعيد كل البعد عن الحقيقة وهو اهانة للكائنات كلها وتعدّ على حقوقها.. لاجزاء له الاّ النار، وهو عين العدالة. فينبغي القول :(لتعش جهنم لمثل هؤلاء المنكرين) .
الكلمة الثامنة : (وهو حي لايموت)
ان اشارة مختصرة جدا ً الى ما فيها من حجة هي:

لايوجد صوت