ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 719
(714-806)

الآية الجليلة: ﴿قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذاً لابتغوا الى ذي العرش سبيلاً﴾(الاسراء: 42) التي هي منبع شعاع (الآية الكبرى) واستاذه، واساسه.
نعم لو كان معه آلهة ولها مداخلة في الخلق والايجاد والربوبية لفسد نظام الكون كله واختل. بينما يشاهد أكمل نظام وادقه في كل شئ ابتداءاً من جناح ذبابة صغيرة، ومن بؤبؤ عينها ومن حجيرتها الصغيرة وانتهاء الى الطائرات الجوية، تلك هي الطيور التي لاتعد ولاتحصى، والى المنظومة الشمسية، ففي كل شئ في الوجود يُرى أكمل نظام سواءً أكان جزئياً أم كلياً، صغيراً ام كبيراً. مما يثبت هذا النظام الاكمل اثباتاً لا يحتمل الشك ان الشرك محال وجوده، وانه معدوم اصلاً، ويثبت ايضا إثباتا واضحاً وجود واجب الوجود ووحدته.


الكلمة الرابعة: (له الملك)
واشارة قصيرة جداً الى ما فيها من حجة طويلة هي:
اننا نشاهد بأبصارنا أن وراء حجاب الغيب من هو متصرف بالامور مالك لقدرة مطلقة لايحدها حد ويملك من العلم مالايحده حدود، اذ جعل وجه الارض مزرعة واسعة سعة الارض كلها، ينثر فيها كل ربيع بذوراً تزيد على مائة الف نوع من النباتات، ينثرها جميعاً معاً ومختلطاً بعضها ببعض، ثم يجني محاصيلها جنياً متمايزاً دون اختلاط ولا التباس مع انتظام كامل، ويوزع بيد الرحمة والحكمة على مائتي الف نوع من الحيوانات مايلائمهم من رزق معين على حسب حاجتهم. وهكذا يصرّف الامور على سعة ملكه الواسع الفسيح، الغني المعطاء. ولاسيما مزرعة الارض.

لايوجد صوت