ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 716
(714-806)

فحينما كنت مضطرباً وقلقاً على عدم تحمل العيش في هذا الازدحام الكثيف، اذا بالجو يبرد برداً شديداً - علامة على الغضب - بحيث لو كنت في مكاني السابق لما تحملته قطعاً. فانقلب لي العُسر يسراً، ونزلت بي تلك الشدة رحمة منه تعالى. فخطر للقلب:
على الرغم من قيام طلاب النور باداء وظيفتهم -ونيابة عنك- في تبليغ حقائق رسائل النور بجد واخلاص، في كل ردهة من ردهات السجن، فان هذه الردهة الخامسة الشبيهة بموضع إنزواء الزاهدين يتجدد دائماً ويتبدل، فهي اذن احوج ماتكون الى دروس النور.
وكذا الشباب والشيوخ لاشك أنهم بأمس الحاجة الى دروس يقينية وراسخة في اثبات وجوده تعالى واثبات وحدانيته سبحانه. حيث يقرأون ماتكتبه الصحف من هجوم الروس على الايمان بهجمات الالحاد الرهيبة، وانكار الخالق العظيم.
فالذي ورد الى القلب اثناء الاذكار عقب الصلاة هو هذا. وذكرت بدوري التهليل الذي اذكره منذ السابق عقب صلاة الفجر عشر مرات، وهو:
(لا اله الاّ الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير واليه المصير)(1). 
(1) (1) كان y يقول في دُبر كل صلاة مكتوبة [حين يسلم]: لاإله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد (يحيي ويميت، وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير). (ثلاث مرات) اللهم لامانع لما اعطيت ولامعطي لما منعت ولاينفع ذا الجدّ منك الجدّ./ صحيح: انظر تفصيل التخريج وعزو هذه الزيادات في الاحاديث الصحيحة (196) - الاحاديث التي هي خارج الاقواس موجودة في البخاري ومسلم. والزيادة الاولى المحصورة بين القوسين لأحمد وابي داود، والثانية للطبراني والثالثة للنسائي وابي خزيمة. أقول: وهذا الحديث الذي أورده الاستاذ النورسي من العجائب، اذ عندما تتبعت احاديث الورد في الصباح والمساء وبعد الصلاة وجدتها تختلف بالسياق. وجمع الزيادات بهذه الطريقة صعبة للغاية تحتاج الى مصادر واسعة وطول باع في الحديث، فياترى ما تفسير ايراد الاستاذ لهذا النص وبتلك الزيادات دونما رجوع او توفر مصادر كالتي يمتلكها المحدّثون.. ان التفسير الوحيد هو: إكرام إلهي.

لايوجد صوت