ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 47
(1-49)

المادة والمدة والزمن ولا الى الانتظار. فالاشياء تنشأ هناك نشأة آنية. وما يشير اليه القرآن الكريم بـ ﴿وَمَآ اَمْرُ السَّاعَةِ إلاّ كَلَمْحِ البَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ﴾(النحل: 77)، هو ان ما ينشأ هنا من الاشياء في يوم واحد وفي سنة واحدة ينشأ في لمحة واحدة كلمح البصر في الآخرة.
واذا كنت ترغب ان تفهم ان مجئ الحشر أمر قطعي كقطعية مجئ الربيع المقبل وحتميته، فانعم النظر في ((الكلمة العاشرة)) و ((الكلمة التاسعة والعشرين)) الخاصتين بمسألة الحشر. وان لم تصدق به كمجئ هذا الربيع، فلك ان تحاسبني حساباً عسيراً.
المسألة الرابعة: وهي موت الدنيا وقيام الساعة، ومثاله هو: لو اصطدم كوكب سيار او مذنّب بأمر رباني بكرتنا الارضية التي هي دار ضيافتنا، لدمّر مأوانا ومسكننا - أي الارض - كما يُدمّر في دقيقة واحدة قصر بُني في عشر سنوات.
يكتفى بما ذكر حالياً من هذه المسائل الاربع التي تخص الحشر. ونرجع الى ما نحن بصدده.
أمن الممكن للقرآن المعجز البيان الاّ يكون كلام ذلك الصانع الجليل وهو المترجم البليغ لجميع حقائق الكون السامية، واللسان المعجز لجميع كمال خالق الكون، والجامع لجميع مقاصده؟ حاش وكلا بعدد اسرار آياته الكريمة.
أوَ من الممكن للصانع الحكيم الذي دفع جميع ذوي الحياة وذوي الشعور من مخلوقاته ليتكلم بعضهم مع بعض وينطقوا بالوف الانماط من الكلام والنطق وان يسمع اصواتهم ويعرفها ويستجيب لهم استجابة ظاهرة بافعاله وإنعامه ثم لايتكلم هو نفسه ويعجز عن الكلام ؟ فهل هناك احتمال لهذا ؟ وحيث انه يتكلم بالبداهة وان الانسان في مقدمة المخاطبين المدركين لكلامه، فلاشك ان القرآن الكريم اولاً وجميع الكتب المقدسة كلامه.

لايوجد صوت