ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 48
(1-49)

أوَ من الممكن ان يسخر الصانع الحكيم هذا الكون العظيم بانواعه واركانه لذوي الحياة حتى جعله مسكناً لهم ومعرضاً لهم ومضيفاً لهم فكثّر من انوع ذوي الحياة التي تعدّ بالالوف تكثيراً غزيراً حتى جعل كل ورقة من اوراق نبات الحَوَر، والنبق، ثكنة لنوع من الحشرات - الكائنات الذاكرة الطائرة في الهواء - ومهداً ورحماً لنموها كرحم الام ومخزناً لارزاقها.. يسخره تعريفاً بنفسه وتحبيباً لهاودفع مخلوقاته الى حمده والثناء عليه وبث الرضى والسرور في ذوي الحياة منها بأنواع احساناته وجعل رضاهم وامتنانهم محوراً مهماً لربوبيته.. فهل يمكن ان يترك هذا الصانع الحكيم السموات المزينة والنجوم المتلألئة المنثورة بلا مولى ولاروح ولاسكنة خالية خاوية على عروشها ودون فائدة ولاجدوى، اي دون ملائكة وروحانيات؟ حاش لله وكلا بعدد الملائكة والروحانيات.
أوَ من الممكن ان الصانع الحكيم المدبّر الذي يكتب بقلم قدره مقدرات حياة أصغر نبات واصغر شجرة بكمال الانتظام في نواته وثمرته، ويكتب مقدمات الربيع العظيم ونتائجه ككتابة شجرة واحدة بكمال الامتياز والانتظام، وانه يهتم حتى بما لا أهمية له من الامور.. فهل يمكن لهذا الصانع الجليل الاّ يكتب الافعال المهمة جداً للانسان والاّ يسجل حركاته وسكناته ولايدخلها ضمن دائرة قدره ولايبالي به وهو الذي جعله نتيجة الكون وخليفة الارض وناظراً على انواع مخلوقاته ومشرفاً عليها؟ حاش لله وكلا بعدد اعمال الانسان التي توزن بالميزان..
حاصل الكلام:
ان الكون بجميع حقائقه ينادي ويقول:
آمنت بالله وملائكته وكتبه ورُسُلهِ وبالقَدرِ خَيرهِ وشرّهِ من الله تعالى والبعثُ بعد الموتِ حقٌ أشهدُ أن لا اله الاّ الله وأشهد أن محمداً رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه واخوانهِ وسلِّم آمين.
مناجاة توحيدية ومقدمتها

لايوجد صوت