ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 2
(1-80)

وحقاً يا استاذي اني في وضع وضيع معنوياً وفي اشد الحاجة الى دعائكم.
فلقد تعلقت المشيئة الإلهية باظهار بعض لمعات القرآن المبين -الذي هو نور حقاً وحقيقة- الى ابناء هذا العصر ولاسيما الى الفرق الضالة، بياناً واضحاً وضوحاً جلياً بحيث يدخل الى عيونهم المطموسة. واصبح الاستاذ المحترم وسيلة للقيام بهذه المهمة الجليلة. وهكذا بلطف الله وفضله وعنايته سبحانه، دُفع طالبكم هذا -الذي هو لا شئ وعدم في عدم- الى القيام بخدمة جزئية لأستاذه الذي يوفي مهمة خدمة القرآن العظيم حق الايفاء. ولهذا فمهما بالغتُ في الشكر لله فهو قليل جداً إزاء نعمه العظيمة. فليس لي حق الفخر قطعاً ولو بمقدار ذرة، بل اطلب العفو والصفح عن الاخطاء والذنوب المحتملة في اثناء سيرى للقيام بهذه الخدمة...
لقد اصررتم يا استاذي المحترم في رسالتيكم الاخيرتين على الاجابة عن سؤال قد تفضلتم به سابقاً. فسمعاً وطاعةً. ولكن ازاء هذا السؤال العسير ليس لي الاّ الالتجاء الى العناية الالهية والتشبث بالكرم الالهي والاستمداد من روحانية الرسول الكريمy، ذلك لاني في منتهى العجز والفقر. ولاجل ان يكون الجواب مطابقاً للحق منطبقاً على الحقيقة، أقول:
لا شك ان "الكلمات" المباركة هي لمعات من نور الكتاب المبين. وعلى الرغم من انها تحتاج الى ايضاح وشرح في بعض المواضع بسبب اسلوبها الرفيع، فلا نقص ولا قصور فيها بكليتها، ويمكن لكل طبقة من الناس ان تأخذ منها حظها. ويكفي لصحة قناعتنا؛ عدم قيام احد بانتقادها لحد الآن، بل إبداء كل مشرب ومسلك الرضى عنها وبقاء الملحدين ازاءها صماً بكماً..
وها انذا ادرج البراهين التي تمكنتُ من التفكر فيها، والتي تدل على عدم انتهاء مهمتكم:
اولاً: ان واجب العلماء هو الصدع بالحق وعدم السكوت عنه عند انتشار البدع، وقد ورد الزجر عن السكوت عن الحق في الحديث الشريف.

لايوجد صوت