ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 42
(1-80)

على انني لست محتاجاً حاجة ماسة، وذلك بفضل الالتزام بالاقتصاد والقناعة والبركة، بل لا استطيع ان امدّ يدي الى اموال الدنيا، وذلك خارج طوقي وارادتي.
وسأبين سبباً دقيقاً واحداً من بين الاسباب الكثيرة:
اتى صديق حميم تاجر، بمقدار من "الشاي" يبلغ ثمنه ثلاثين قرشاً، فلم اقبله.
فقال: لا تردّني خائباً يا استاذي، لقد جلبته لك من استانبول! فقبلته ولكن دفعت له ثمنه ضعفاً.
فقال : لِمَ تتعامل هكذا يا استاذي، ما الحكمة فيه؟
قلت: لئلا اُنزل قيمة الدرس الذي تتلقاه - وهو بقيمة الالماس - الى قيمة قطع زجاجية تافهة. فانني ادع نفعي الخاص لاجل نفعك انت!
نعم! ان درس الحقيقة الذي تأخذه من استاذ لا يتنازل الى حطام الدنيا ولا تزل قدمه الى الطمع والذل، ولا يطلب عوضاً عن ادائه الحق والحقيقة، ولا يضطر الى التصنع.. هذا الدرس هو بقيمة الألماس.
بينما الدرس الذي يُتلقى من استاذ اضطر الى اخذ الصدقات، والى التصنع للاغنياء والى التضيحة حتى بعزته العلمية، في سبيل جلب انظار الناس، فمال الى الرياء امام الذين يتصدّقون عليه. وبهذا جوّز اخذ ثمرات الاخرة في الدنيا. اقول: ان هذا الدرس يهون الى مستوى قطع زجاجية ولو كان الدرس هو نفسه.

[الشعور الاخوى الخالص]
اخي العزيز الوفي الصادق النشط ويا صاحبي في الخدمة القرآنية السيد رأفت!

لايوجد صوت