بنشر الرسائل المترشحة منه والحفاظ عليها، من دون ترقب النتيجة. بمعنى: التجرد من نوازع البشرية الى حد ما والتشبه بالملائكة الذين هم واسطة لإنزال الكتب والصحف السماوية. فنحقق الايمان بالملائكة بهذه الصورة.
6- انها تضع بدلاً من الكسل والخلود الى الدعة والراحة، الاسراع الى العمل للقرآن الذى كل ساعة منه تعدل يوماً من العبادة. وتجعلنا ان نقدر الوقت حق قدره ونستمسك بالعمل للقرآن من قبل ان يفلت منا هذا العمل المقدس، مع فتح الابصار لإدراك الامور والأحداث. بمعنى معرفة قيمة الحياة قبل ان يحل بنا الموت فجأة.
وهكذا فيا استاذي القدير انتم ترشدون الى الايمان بالآخرة دلالة و رمزاً واشارة وصراحة. ليرضَ الله عنكم وينقذ الامة المحمدية من الضلالة ويوفقكم في مسعاكم وجهادكم الخالص في الدعوة الى القرآن.
آمين.. آمين.. بحرمة سيد المرسلين وبحرمة القرآن المبين.
لقد ارسلت القسم السابع من المكتوب التاسع والعشرين الى اخيكم السيد عبدالمجيد فقال في جوابه:
انه لا يجوز النظر لأحد - مما سوى خلوصي وعبد المجيد - الى تلك البنت الجميلة من بنات افكار اخى الكبير. فالمحارم ايضاً في هذا الامر هم اجانب. ارى من الافضل ان تكتب لاخى الكبير ان خروج مثل هذه الحسناء الى الخارج لا يحقق نفعاً بل ربما يولّد اضراراً جسيمة. ان سرعة الانفعال والغضب الذي كان لدى سعيد القديم مازال سارياً في سعيد الجديد، علماً ان سعيداً الجديد ما ينبغى ان يضيّع وقته مع بنى الانسان. وهذا ما يقتضيه مسلكه ومشربه. وعلى كل حال فالحافظ هو الله سبحانه.
وانا بدورى قد اجبته بالآتي:
نعم ان هذا الرأى صحيح بالنسبة لنا، ولكن لا اراه صحيحاً بالنسبة للاستاذ الفاضل الذي ادار ظهره الى الدنيا ووفّى بوظيفته حق الإيفاء، فالذى استخدمه في هذا الامر الجليل سيعصمه بلا شك.
فلقد اقتنعت قناعة تامة بأن الاستاذ يدير ظهره الينا ايضاً إنْ قطعنا علاقتنا مع رسائل النور.