ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 43
(1-80)

ان العمل الذى تؤديه في خدمة القرآن الكريم عمل مبارك كله، وفقكم الله في مسعاكم وزاد شوقكم الى العمل اكثر، دون ان ينال منكم الفتور والملل.
ان وظيفتكم هذه اهم من الاستنساخ اليدوي، ولكن لا تدعه ايضاً. سأبين لكم دستوراً في الاخوة عليكم الاخذ به بجد.
ان الحياة نتيجة الوحدة والاتحاد، فاذا ذهب الاتحاد المندمج الممتزج، فالحياة المعنوية تذهب ايضاً ادراج الرياح.
فالآية الكريمة ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾(الأنفال: 46). تشير الى ان التساند والترابط اذا اختل تفقد الجماعة مذاقها.
انكم تعلمون ان ثلاث الفات اذا كتبت منفردة متفرقة فقيمتها ثلاث، ولكن اذا اجتمعت بالتساند العددي فقيمتها مائة واحد عشر. فان بضع اشخاص من امثالكم من خدّام الحق اذا عمل كل منهم على انفراد من دون اعتبار لتقسيم الاعمال فان قوتهم تكون بقوة ثلاثة او أربعة اشخاص، بينما اذا ما عملوا متساندين باخوة حقيقية، مفتخراً كل منهم بفضائل الآخرين، حتى يبلغوا بسر الفناء في الاخوة ان يكون احدهم هو الآخر بنفسه، اقول: انهم اذا ما عملوا هكذا فان قيمة اولئك الاشخاص الاربعة تكون بمثابة اربعمائة شخص.
انكم يا اخي بمثابة مولدات الكهرباء التي تمدّ الضوء الى بلد عظيم وليس الى اسبارطة وحدها، فدواليب الماكينة مضطرة الى التعاون فيما بينها. فان كلاً من تلك الدواليب - ناهيك عن الغيرة والاستياء - تجد الراحة مما تكسبه من القوة الفائقة التي تمتلكها الدواليب الاخرى حيث انها تخفف عنه عبء الوظيفة.
ان الذين يحملون على اكتافهم اعباء خدمة الايمان والقرآن والتي هي بمثابة خزينة الحق والحقيقة العظيمة الرفيعة يفتخرون كلما انضم اليهم اكتاف قوية متعاونةً معهم، فيشكرون ربهم.
حذار حذار من فتح باب النقد فيما بينكم. ان ما يستحق النقد خارج الصف كثير بل كثير جداً. فكما انني افتخر بمزاياكم، وأجد الراحة والسلوان من مزاياكم التي حرمت منها، واعدّها كأنها عندي

لايوجد صوت