ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 37
(1-80)

لله المولى القدير الذي انعم علينا هذه النعم الجزيلة.. واحيانا افقد ارادتي تجاه الانوار العظيمة. اذ كلما تذكرت الايام التي خلت ومضت بالغفلة، اجدني حزيناً مهموماً، ولكن ما ان وجدت هذه الانوار فاني ارنو ببصري الى المستقبل، فاضحك مستبشراً وتغمرني البهجة والسرور. فلقد كنت انتظر مثل هذه الخدمة الجليلة للقرآن منذ خمس عشرة سنة. اذ ذقت صنوفاً من متع الحياة الدنيا ولكن لم تشبع هذه الرغبة العميقة التواقة للابد. فلقد وجدت فيها الغذاء الكامل والاطمئنان التام.. فالحمد لله اولاً وآخراً.
نعم لقد اغترت نفسي لحد الآن باذواق دنيوية صورية حتى ابلغتني ابواب سجون الآخرة الرهيبة.. ولقد امتطتني نفسي لحد الآن وحملتُ أهواءها على كاهلي.. اما الآن فلله الحمد والشكر فقد اغاثني جل علاه باسرار القرآن الكريم بوساطة الاستاذ سعيد، ونجوت بفضله تعالى من اوضار تلك النفس الامارة. نعم لقد طرقت ابواباً كثيرة طوال خمس عشرة سنة متحرياً عن الطريق الموصل الى الحقيقة وانسحبت من اكثرها لما وجدت فيها من زينة الحياة الدنيا. والآن فلله الحمد وجدت الباب الذي ابغيه حقاً. فاسأله تعالى ان يجعلني من خدّام ذلك الباب ويرزقني الثبات على تلك الخدمة السامية.
ان مدى ما تقدمه هذه الرسائل "رسائل النور" من فوائد جليلة بنشرها انوار حقائق الايمان وتبديدها ظلمات هذا العصر المظلم، لا يمكن اغماض العين عنها وانكارها قطعاً الاّ بالجهل لا غير.
اللّهمّ ارفع الغشاوة عن ابصارنا وارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
بابا جان محمد علي

[هل وجدت في نفسك شيئاً؟]
"كتبت هذه الرسالة لمناسبة ماورد في مسألة صغيرة من استفسار: هل وجدت في نفسك شيئا؟"
ايها الاستاذ المحترم! يا استاذي القدير!

لايوجد صوت