ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 35
(1-80)

بلقائكم ورسائلكم. فألف حمد وحمد لله تعالى على هذا الاحسان العميم.
لقد بدأتْ بفضل الله مراسلتي معكم بوساطة اخينا الشيخ محمد افندي لدى مجيئي الى "بوردور" قبل اربع سنوات. فألقت تلك الرسائل في يد هذا الفقير مفاتيح تفجّر بالانوار وتفيض بالحكم وتحل المعضلات وتفتح لغز الكائنات.
نعم، ان هذه المفاتيح لا تقدّر بثمن، فهي اغلى من اغلى الجواهر والألماس، بل ان قلمي ولساني ليعجزان عن التعريف بما يكنه قلبي من مشاعر نحوها. فأفضّل ملازمة عجزي.
ان هذه الرسائل التي تضم بين دفتيها خزائن الشريعة الغراء والحقيقة الصادقة والمعرفة الالهية وكنوزها، بل ان كل رسالة منها انور من الاخرى واسطع منها ولاسيما رسالة "اعجاز القرآن" فهي تشع الانوار. فاين وصفي العاجز منها؟ انها بستان رائع تنثر الفرح والبهجة والسرور وتضم ازاهير نادرة لطيفة، حتى يحار المرء من ايها يقطف ويشم، ليزيل حيرته ويبل ريقه ويشفي غليله. ولا شئ امامه ولا مفر الاّ ان يجعل من جميعها باقة عظيمة من الانوار.
فهذه الرسائل المباركة تغرق قارئيها، وكاتبيها والمستمعين لها في بستان النور، في بحر النور، وتحملهم على التفكر والتدبر وهم نشاوى بالاعجاب. انها تجعل الانسان مجرداً من الاحاسيس الدنيوية ومعزولاً عن المشاعر الهابطة، موجهة اياه الى خالقه الكريم بعبودية خالصة دائمة. انها ترفع الانسان الى منازل عالية تسمو على الاخلاق الرذيلة كلها.. انها تقتل عنده النفس الامارة بالسوء.
نعم استطيع ان اقول: بان هذه الرسائل النورانية روضة من الجنان، ولكن اسفاً والف اسف على اولئك الشقاة الذين يعجزون عن اخذ حظهم من هذه الروضة الطيبة.

لايوجد صوت