نعم ان الانوار والفيوضات التي تنشرونها وتنثرونها اليوم تجعل الناس الحقيقيين في سرور غامر اذ تعلّمهم خطوات العمل لوظائفهم الاساس على الارض.
ان سعيكم مشكور وخدماتكم مقبولة باذن الله وتضحيتكم جسيمة.
استاذي العزيز! لتنشر اعمالكم الجليلة، ولتبلغ آفاق السموات، ولتنطق بها الألسن(1).
ان الاعمال الدنيوية التي لم تلق حظاً من الدين والتي بدأت بالانتشار في الاوساط عامة، والتي تزيد عتامة الغفلة للغافلين، وتزيد سكرهم، بل هي السكر بعينه، لا يمكن دفعها الاّ بمؤلّفاتكم القيمة، وارشاداتكم القويمة.
فلقد ثبتت بدلائل معقولة ومنطقية، انه لن ترقى الدول الملحدة الى مستوى الانسانية بل لا يمكنها ان تدركها وهي ما زالت كذلك، حتى تؤول الى الخراب او الانهيار.
ان مؤلفاتكم القيمة عالية رفيعة وجامعة، تنعكس فيها صفات روحك السامية.
استاذي الحبيب! اطمأنوا اطمئناناً تاماً ان سعيكم مشكور ولم يذهب هباءً منثوراً وسوف تتلقف الايدي العديدة رسائلكم الى الابد، وستوقف ملحدي اليوم عند حدّهم بل ربما تمنحهم نور الايمان، أليس هذا ما ترجونه؟ أليس عملكم وغايتكم تنحصر في بلوغ ايقاظ الناس وارشادهم الى الايمان؟
-----------------
(1) انني لا اشارك اخي هذا في دوافعه الحسية ومشاعره هذه، فحسبنا رضى الله، اذ ان كان معنا فكل شئ معنا اذاً والا فلا تغني الدنيا كلها شيئاً. ان اعجاب الناس واستحسانهم في مثل هذه الاعمال، وفي الاعمال الاخروية ان كانت علة، فانها تبطل العمل، ولكن ان كان مرجّحاً، فانه يفسد اخلاص العمل، وان كان مشوقاً فانه يزيل صفوة العمل ونقائه، ولكن إن تفضّل سبحانه وأحسنه، علامةً على القبول بلا طلب، فهو مقبول وشئ حسن إن استعمل في سبيل بيان تأثير ذلك العمل والعلم في الناس، ويشير الى هذا قوله تعالى ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾ (الشعراء:84). المؤلف.