ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 30
(1-80)

جراحاتهم البشرية، ويداوون مرضهم، فضلاً عن انهم يكونون السبب في مداواة جراح البشرية كلها.
نسأل الله تعالى ان تكون صحوتك الروحية هذه بلسماً شافياً لجرحك انت، ومثالاً حياً، وقدوة طيبة، أمام انظار الاطباء الآخرين ودواء لمرضهم.
ولا يخفى عليك ما لإدخال السلوان في قلب مريض يائس قانط من نور الامل من اهمية، فقد يكون اجدى له من ألف دواء وعلاج. بيد ان الطبيب الغارق في مستنقع المادية والطبيعة الجاسية يزيد اليأس الأليم لهؤلاء المساكين حتى يجعل الحياة كلها امامهم مظلمة محلولكه.. ولكن صحوتك هذه ستجعلك - بإذن الله - مناط سلوان ومدار تسلٍ لاولئك المساكين وامثالهم، وتجعل منك طبيباً حقاً يشع نوراً الى القلوب وينثر البهجة في النفوس.
من المعلوم ان العمر قصير جداً، والوظائف المطلوبة كثيرة جداً، فالواجبات اكثر من الاوقات، فاذا تحريت ما في دماغك من معلومات، مثلما فعلته انا، ستجد بينها ما لا فائدة له ولا اهمية من معلومات تافهة شبيهة بركام الحطب.. لقد قمت انا بهذا الضرب من البحث والتفتيش، فوجدت شيئاً كثيراً مما لا فائدة له ولا اهمية.
نعم انه لا بد من البحث عن علاج وعن وسيلة للوصول الى جعل تلك المعلومات العلمية والمعارف الفلسفية مفيدة نافعة، منورة مضيئة، حية نابضة، تتدفق بالرواء والعطاء.
تضرع انت كذلك يا أخى وادعُ الحكيم الجليل ان يرزقك صحوة روحية تخلّص تفكيرك وتزكّيه لاجله سبحانه، وتضرم النار في اكوام بقايا الحطب تلك، لكي تتنور وتتحول - تلك المعارف العلمية التي لا طائل وراءها - الى معارف الهية نفيسة غالية.
صديقي الذكي!
ان القلب ليرغب كثيراً في ان يندفع الى الميدان اشخاص من امثال "خلوصي" ممن هم من اهل العلم والشوق اللهيف الى الانوار الايمانية والاسرار القرآنية.

لايوجد صوت