انك اثمن من حياتي كلها. وانني على استعداد للتضيحة بها في كل لحظة إنفاذاً لامر من اوامرك.
نعم ! انه لا تردد قطعاً في بذل تلك الهدية العظيمة، هدية الحياة، في سبيل الرب الجليل الذي انعمها علينا.
ايها الاستاذ المحترم! اننا مستعدون لأداء تلك الامانة في كل وقت الى منعمها الحقيقي جل جلاله، تلك الحياة التي وهبت لنا امانة ونجهل وقت سلبها منا. فانا متهئ في كل حين ومن دون احجام لإنفاذ امره سبحانه وتعالى. وانتم لما كنتم تبلّغون اوامر ذلك الرب العظيم فان كلامكم الطيب هو حق ورحمة في الوقت نفسه.
ثم يا سيدي! ان الاغصان الدانية تقلّم وتقطّع لترتفع الشجرة وتعلو وتصان من الاحياء المضرة. فليس لتلك الاغصان حق الاعتراض على ذلك العمل قطعاً. حيث انها لو ظلت على ما هي عليه ربما يقطعها حيوان مضر، وتتفسخ جذورها وتعدم.
استاذي القدير!
اقولها دون مبالغة. انني اعتقد انه ليس هناك احد غارق في الذنوب والخطيئات مثلي. بل اقنعت نفسي بذلك احياناً. بل لست غارقاً في الذنوب الى ركبي وظهري ولا الى عنقي وحدها بل من اخمص قدمي الى قمة رأسي، بل حتى اعماق اعماق وجودي وكياني ملوثة بحمأة تلك الذنوب والخطايا.
وفي الوقت الذي بدأ كياني كله بالتعفن والفساد، باشرتم باذن الله بالعلاج والضماد - كالخضر ولقمان الحكيم عليهما السلام - ووضعتم ذلك المرهم الشافي المستخلص من صيدلية الشفاء القرآني على الجروح والعفونات. فانتم وسيلة لمنح الحياة، تلك التي تستحق ان تسمى حياة.
فليس من العقل في شئ الاّ يضحّى في سبيل من انعم تلك الحياة، ومن اصبح وسيلة لذلك الإنعام الجليل.
نعم ان على المريض ان يدرك حاجته الى اجراء العملية الجراحية، فهو مدين بالشكر والثناء لمن يراقب معالجته ويداويه