ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 66
(1-80)

[كنت اكتب العلم في روحي]
ثالثاً: تطلبون رسالة مني بخطي! فقد قيل لفاقد الشفاه: انفخ وأطفئ المصباح! فقال: لقد طلبتم اصعب الامور، فلا اقدر عليه.
نعم، ان الله سبحانه وتعالى لم يهب لى جودة الخط، حتى انني املّ من كتابة سطر واحد وكأنه عمل مرهق. فكنت اقول في السابق - متفكراً لا شاكياً - : ربّ رغم احتياجي الى الخط ومحبتى النظم لم تمنحني هاتين النعمتين. ثم تبين لى بياناً قاطعاً، انه كان احساناً عظيماً عدم منحي الشعر والخط. فان معاونة امثالكم من ابطال الكتابة يحققون لي حاجتي الى الخط. فلو كنت اجيد الكتابة، لما كانت المسائل تقر في القلب، فما من علم بدأت به سابقاً، الاّ وكنت اكتبه في روحي لحرمانى من الكتابة الجيدة، فكانت تلك الملكة نعمة عظمى علي.
أما الشعر فرغم انه وسيلة مهمة للتعبير، فان الخيال يقضي فيه بحكمه، فيختلط بالحقيقة ويغير من صورتها. واحياناً تتداخل الحقائق. ولم يفتح القدر الالهي باب الشعر امامنا، عناية وفضلاً منه تعالى، لانه كان من المقدّر ان نكون في المستقبل في خدمة القرآن الكريم التيهي حق خالص ومحض الحقيقة. فالآية الكريمة ﴿وما علّمناه الشعر﴾(يس: 69). متوجهة الى هذا المعنى.
سأكتب لكم عدة سطور لأجلكم انتم باذن الله...
الباقي هو الباقي
اخوكم
سعيد النورسي

[سبب الاستهلال]

لايوجد صوت