ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 65
(1-80)

باسمه
﴿وان من شيء الا يسبح بحمده﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى العزيز الوفي السيد رأفت!
أنتم تتابعون الرسائل وتستنسخونها، كما كنت آمل، فبارك الله فيكم. ان سعياً قليلاً من امثالكم بمثابة الكثير، لان الكثيرين يقلّدونكم لثقتهم بكم. ولقد غدت ديار الغربة هذه في حكم موطني الاصلي، لوجداني فيها اخواناً نشطين جادين مثلكم. بل انستني موطني الاصلي.
ان مصدر علو المؤلفات و معدنها السامي و منبع رفعتها بعد القرآن الكريم هو وجود مخاطبين يدركونها حق الادراك ويشتاقون اليها اشتياقاً جاداً. فلئن شكرتم الله لوجدانكم اياي مرة واحدة فانا اشكره سبحانه الف مرة لوجداني اياكم.
تسألون في رسائلكم عن الاسم الاعظم. ان الاسم الاعظم مخفي، مثلما الاجل مخفي في العمر، وليلة القدر في شهر رمضان. واستتار الاسم الاعظم ضمن الاسماء الحسنى فيه حِكَم كثيرة. و من حيث زاوية نظري ان الاسم الاعظم الحقيقي مخفي. يُعرّف به الخواص. ولكن لكل اسم مرتبة عظمى بحيث تكون بمثابة الاسم الاعظم.
فتباين وجدان الاولياء للاسم الاعظم نابع من هذا السر الدقيق. فالاسم الاعظم للامام علي رضي الله عنه ستة اسماء، كما ذكر في ارجوزته الواردة في كتاب "مجموعة الاحزاب"(1). وقد بيّن الامام الغزالي مزايا ما ذكره الامام علي رضي الله عنه من الاسم الاعظم وتلك الاسماء الستة المحيطة به، وشرحها في كتابه "جُنة الاسماء" وتلك الاسماء الستة هى: فرد، حيّ، قيوم، حكم، عدل، قدوس..
الباقي هو الباقي
اخوكم

سعيد النورسي

--------------------

(1) للشيخ أحمد ضياء الدين طموشخانوي، جمع فيه الادعية المأثورة عن الائمة والأقطاب والاولياء العظام في ثلاثة مجلدات. طبع باسطنبول بخط اليد سنة 1311 وفي حاشيته شرح لبعض الادعية - المترجم.

لايوجد صوت