ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 74
(1-80)

انسانية بما يناسب ذلك العنصر. وقد بحث اجمالاً عن رقي كل لطيفة من تلك اللطائف واحوالها في كل مرتبة من المراتب اثناء السير والسلوك.
اننى ارى: ان في الماهية الانسانية الجامعة، وفي استعداداتها الحياتية، لطائف كثيرة، ولكن اشتهرت عشرة منها. وقد اتخذ الحكماء والعلماء الظاهريون تلك اللطائف العشر ايضاً وبصورة اخرى اساساً لحكمتهم، كالحواس الخمس الظاهرية والخمس الباطنية كنوافذ تلك اللطائف العشر او نماذجها.
وللطائف العشر الانسانية علاقة مع اللطائف العشر لدى اهل التصوف -كما هو متعارف بين العوام- فمثلاً: الوجدان، الاعصاب، الحس، العقل، الهوى، القوة الشهوية، القوة الغضبية وامثالها من اللطائف اذا اضيفت الى القلب والروح والسر تظهر اللطائف العشر في صورة اخرى.
وهناك لطائف كثيرة غير هذه المذكورة، كالسائقة والشائقة والحس المسبق -قبل الوقوع- فلو كتبت الحقيقة حول هذه المسألة، لطالت. لذا اضطررت الى الاقتضاب لضيق الوقت.

[المعنى الحرفي والاسمي]
أما سؤالك الثاني:
إذا نظرت الى المرآة من حيث انها زجاجة، فانت ترى مادتها الزجاجية، وتكون الصورة المتمثلة فيها شئ ثانوى، بينما ان كان القصد من النظر الى المرآة رؤية الصورة المتمثلة فيها، فالصورة تتوضح امامك حتى تدفعك الى القول ﴿فتبارك الله احسن الخالقين﴾(المؤمنون: 14) بينما يبقى زجاج المرآة أمراً ثانوياً.
فالنظرة الاولى تمثل "المعنى الاسمي" اي: زجاجة المرآة معنى مقصود، وصورة الشخص المتمثلة فيها "معنى حرفي" غير مقصود.

لايوجد صوت