وهناك العزيمة والرخصة في هذه المسألة من زاوية نظر الحقيقة. فالعزيمة ان لكل رمضان كفارته ان كان الشخص يطيق. اما جهة الرخصة فبمقتضى التداخل، فالفرض كفارة واحدة لعدة شهور رمضان. وتظل الكفارات المتفرقة في درجة المستحبات. ولان معنى العقوبة ومعنى العبادة مندرجان في هذه الكفارة فلا يكره عليها. فضلاً عن التداخل.
اننا منهمكون باسس الايمان المسمى بالفقه الاكبر، فلا يتوجه ذهني توجهاً جاداً في الوقت الحاضر الى نقل دقائق المسائل الفرعية ومراجعة مصادر المجتهدين ومداركهم، ولا يخفى عليكم ان الكتب ايضاً ليست متوفرة لدي. فضلاً عن انه لا متسع لي من الوقت كي اراجعها. علاوة على ذلك فان علماء الاسلام قد بحثوا هذه المسائل بتدقيقات صائبة بحيث لم تدع حاجة الى تدقيقات عميقة في الفرعيات. فلو كنت اشعر بالحاجة الحقيقية لكنت اراجع المصادر القيمة للمجتهدين حول هذه المسائل وامثالها وكنت ابينها لك. وربما لم يأت بعد زمن الانشغال بمثل هذه الحقائق..
الباقي هو الباقي
اخوكم
سعيد النورسي
مسألة تخص الاقتصاد
ايها الانسان ويا نفسي!
اعلم يقيناً ان بدنك واعضاءك ووجودك ومالك وحيواناتك التي انعمها الله سبحانه عليك ليس للتمليك بل للاباحة. اى: أنه ملّكك ملكه لتستفيد، وأباحه لك للانتفاع ولم يملّكه لك ملكاً. فمثلك العاجز عن ادارة المعدة - التي هي اسهل ادارة واظهرها والداخلة ضمن الاختيار والشعور - كيف تكون مالكاً للعين والاذن وامثالهما من الحواس التي تستدعي ادارة خارجة عن دائرة الاختيار والشعور.