بل سعيتم في تعيين ابنكم مديراً في هذه القرية(1) ومن ثم ايجاد مؤازرين واصدقاء له، مما آل الامر الى حالة ترتعد فرائصي بدلاً منكم كلما فكرت في ماهيتها. وذلك لانكم السبب والمسؤول عن الخطايا والآثام الناشئة من هذه الحالة، وذلك وفق قاعدة "السبب كالفاعل".
فكما لا يتحول السم الى ترياق بمجرد التسمية كذلك اطلاق اي اسم كان على اوضاع هيئة تضمر روح الزندقة وتهيئ الامور للالحاد، لا يغير من الامر شيئاً. فليطلق عليها اي اسم كان، سواءً: الوطن الشاب، او الوطنيين الميامين، فالمعنى لا يتغير. اذ الهيئات الموجودة في اماكن اخرى التى تتسمى بمنظمات الشباب ومجالس القوميين الاتراك، ومحافل التجدد، وما شابهها من الاسماء يمكن ان توجد في اشكال اخرى من دون ان تولد ضرراً، ولكن، سعي تلك الهيئة في هذه القرية وباصرار ضدنا لا تكون الا فى سبيل الزندقة، وذلك لاننا منهمكون دوماً في خدمة الايمان وحقائق الدين فحسب منذ ثماني سنوات.
فلا شك ان اعمال الهيئة العاملة الجاهدة ضدنا تكون في سبيل الالحاد خلافاً لاصول الدين، بل حتى تحسب اعمالها في سبيل الزندقة، فالنتيجة هي هذه، سواءً علمت بها أم لم تعلم، اذ قد تبين لدى الجميع انه لا علاقة لي قطعاً بالتيارات السياسية، بل نحن ننشغل بالحقائق الايمانية وحدها.
فالآن لو عمل احد عملاً ضدنا فلا يعد عمله في سبيل الحكومة، لان مسلكنا ليس سياسياً، ولا يكون ايضاً فى سبيل مستحدثات الامور، لأن شغلنا الشاغل الحقيقي هو الاسس الايمانية والقرآنية، ولا يكون ايضاً في سبيل الاوامر الرسمية لدائرة الشؤون الدينية. لأن الانشغال بانتقاد اوامرها ومعارضتها يشغلنا عن عملنا المقدس.
---------------------
(1) وهو الذي يذكره الاستاذ النورسي في المسألة السابعة من المبحث الرابع للمكتوب السادس والعشرين - الشخص الثاني. ص435 (المكتوبات). المترجم.