الحقيقة". وبهذا يقوى ايمانهم بدليل واحد يفوق ألف برهان وبرهان، فينقذون ايمانهم ولايساورهم شك بعدُ.
انه لأجل اطمئنان عوام المؤمنين وتقبلهم حقائق الايمان دون ان يساورهم اي تردد، يلزم في الوقت الحاضر، وجود معلّمين، يحملون من الايثار ما يجعلهم يضحون لا بمنافعهم الدنيوية وحدها، بل بمنافعهم الأخروية أيضاً في سبيل منافع أهل الايمان الاخروية. فيكون ذلك الدرس الايماني خالصاً نقياً بحيث لا يفكرون فيه بالمنافع الشخصية مهما كانت. بل يسعون في الخدمة الايمانية، بالحقائق، نيلاً لرضا الله، وعشقاً للحقيقة، وشوقاً الى الحق، والسداد الذي في الخدمة، وذلك ليطمئن كل من يحتاج الى الايمان اطمئناناً تاماً دون حاجة الى ايراد الأدلة له، ولكي لا يقول: "انه يخدعنا ويستميلنا" وليعلم ان الحقيقة قوية بذاتها الى حد لا يمكن ان تتزعزع بأي حال من الأحوال، ولا تكون اداةً طيعة لأي شئ كان.. فيقوى ايمانه عندئذٍ ويقول: "حقاً ان ذلك الدرس الايماني هو عين الحقيقة" وتمحى شبهاته ووساوسه.