وهكذا الامر في رسائل النور. اذ ان سبب الاهتمام الذي نالته رسائل النور نابع من اهمية الزمان نفسه.. ومن شدة الهدم الذي أحدثه هذا العصر في الشريعة المحمدية والشعائر الأحمدية.. ومن فتنة آخر الزمان الحالية التي استعاذت منها الامة الاسلامية منذ القدم.. ومن زاوية انقاذ ايمان المؤمنين من صولة تلك الفتن.
فلأجل هذه الاسباب كلها حازت رسائل النور أهمية عظمى حتى أشار اليها القرآن الكريم اشارة قوية، والتفت اليها التفاتة كريمة، وبشّر بها الامام علي رضي الله عنه بثلاث كرامات، واخبر عنها الشيخ الكيلاني رضي الله عنه اخباراً ذا كرامة، وحضّ مؤلفها.
نعم! لقد تزعزعت قلاع الايمان التقليدية وتصدعت امام هجمات هذا العصر الرهيب. ونأت عن الناس وتسترت بحجب واستار. مما يستوجب على كل مؤمن ان يملك ايماناً تحقيقياً قوياً جداً كي يمكّنه من المقاومة والثبات وحده تجاه الضلالة المهاجمة هجوماً جماعياً.
فرسائل النور تؤدي هذه الوظيفة، وفي أحلك الحالات وارهبها، وفي أحوج الاوقات، وأحرجها. فتؤدي خدمتها الايمانية باسلوب يفهمه الناس جميعاً. واثبتت اعمق حقائق القرآن والايمان وأخفاها ببراهين قوية، حتى أصبح كل طالب نور وفيّ صادق يحمل في قلبه الايمان التحقيقي كأنه قطب مخفي من اقطاب الاولياء وركيزةً معنوية للمؤمنين، وذلك لخدماته الايمانية في القرية او القصبة او المدينة التي فيها. ورغم انهم غير معروفين وغير ظاهرين ولا يلتقيهم احد فقد صار كل منهم بعقيدتهم المعنوية القوية كضابط شجاع في الجيش يبعث مدداً معنوياً الى قلوب أهل الايمان فيثبتهم وينفخ فيهم روح الحماس والشجاعة.
اخوتي الأوفياء الصادقين الاعزاء.. يا عماد سلواني في هذه الدنيا، ويا رفقائي الذين لا يكلّون في خدمة الحقيقة.
بينما كنت أتأسف في هذه الأيام على اشتغال ذهني جزئياً بالدفاعات أمام المحاكم، ورد الى القلب ما يأتي: