ان الذي يدفع اعتراضات الملحدين التي تتهيأ منذ ألف سنة للنيل من القرآن الكريم.. والذي يزيل شبهات الفلاسفة الكفرة التي تراكمت منذ أمد سحيق، ووجدت الآن سبيلاً للانتشار.. والذي يصد حقد اليهود الذين يضمرون العداء والثأر من القرآن الكريم الذي زجرهم وعنّفهم.. والذي يقابل هجوم نصارى مغرورين على القرآن الكريم..
نعم.. ان الذي يدفع هذه الغارات جميعها هم ابطال ميامين، وقلاع معنوية حصينة للقرآن الكريم وجدوا في كل عصر من العصور. ولكن الآن غدت الحاجة ماسة اكثر الى اولئك الابطال، اذ زاد عدد المهاجمين من واحد واثنين الى المئة. وقلّ عدد المدافعين عن القرآن من المئة الى اثنين أو ثلاثة. فضلاً عن ان تعلّم الحقائق الايمانية من علم الكلام أو المدارس الشرعية يحتاج الى زمن طويل، لا تسمح به أحوال هذا الوقت، فانسدّ ذلك الباب أيضاً. اما رسائل النور فهي تعلّم الحقائق الايمانية العميقة جداً باسلوب يفهمه كل الناس في أقصر وقت.
ان خاصية مميزة راقية لـرسائل النور هي: انه في هذا العصر العجيب يستند الكفر والايمان الى آخر الحصون في المبارزة القائمة بينهما. فـرسائل النور تبين تلك الركائز النهائية بياناً قوياً قاطعاً. وهذه الخاصية تظهر في رسالة "الآية الكبرى" باسطع ما يمكن، اذ تبين الصراع القائم بين الكفر والايمان حتى في آخر ركائزهما. ولنوضح هذا بمثال.
فمثلاً: ان في ميدان حرب عظيمة واثناء اجتماع حشود الجنود من الطرفين واصطدام فوجين منهما، يمدّ العدو فوجه بالاعتدة والاجهزة الحربية ليشد من قواهم المعنوية ويقويها، فيسخر كل الوسائل الممكنة لذلك، منها التهوين من معنويات اهل الايمان وتفتيت تساندهم وترابطهم، بمعنى انه: لا يدع وسيلة الاّ يستعملها