ولأجل مثل هذه النتيجة: يرجّح طلاب النور خدمة النور على مقام الولاية ولا يتطلعون الى الكشف والكرامات ولا يسعون لقطف ثمرات الآخرة في الدنيا. ويفوّضون التوفيق في نشر الرسائل وجعل الناس يتقبلونها والترويجلها، ونيل مظاهر الشهرة والاذواق والعناية الالهية التي يستحقونها، وامثالها من الأمور التي هي خارجة عن نطاق وظيفتهم، يفوضونها كلها الى الله سبحانه ولا يتدخلون فيها. فلا يبنون أعمالهم وحركاتهم على تلك الأمور. وانما يعملون باخلاص تام قائلين: تكفينا وظيفتنا، وهي خدمة الايمان ليس الاّ.
[من مزايا رسائل النور ](1)
ان رسائل النور في هذا العصر، وفي هذا الوقت بالذات عروة وثقى، أي سلسلة قوية لا تنقطع، وهي حبل الله. فمن استمسك به فقد نجا.
ان رسائل النور برهان باهر للقرآن الكريم، وتفسير قيم له، وهي لمعة براقة من لمعات اعجازه المعنوي، ورشحة من رشحات ذلك البحر، وشعاع من تلك الشمس، وحقيقة ملهمة من كنز علم الحقيقة، وترجمة معنوية نابعة من فيوضاته..
ان رسائل النور ليست كالمؤلفات الأخرى التي تستقي معلوماتها من مصادر متعددة من العلوم والفنون، فلا مصدر لها سوى القرآن، ولا استاذ لها الاّ القرآن، ولا ترجع الاّ الى القرآن.. ولم يكن عند المؤلف أي كتاب آخر حين تأليفها، فهي ملهمة مباشرة من فيض القرآن الكريم، وتنزل من سماء القرآن ومن نجوم آياته الكريمة...
----------------
(1) مستلات من كتاب "ختم التصديق الغيبي" - المترجم.