في سبيل تشتيت قوة أهل الايمان المعنوية التي هي قوة احتياطية ساندة عظيمة. حتى انه يبعث على فوج المسلمين وعلى كل فرد من أفراده مجموعة متساندة مترابطة مشبعة بروح الجماعة والتنظيم الخاص.
واذ يحاول العدو افناء القوة المعنوية لفوج المسلمين افناءً كاملاً، يظهر أحدهم كالخضر عليه السلام ويقول:
(لا تيأس أيها المسلم! فان لك نقطة استناد عظيمة وركيزة لا تتزعزع قط، وجيوشاً جرارة لا تغلب وقوى احتياطية لا تنفد، فلو اجتمعت عليك الدنيا بأسرها لا يمكنها أن تبارز تلك القوى وتتحداها، بل لا يقدر على تدميرها الاّ من يملك قدرة على تدمير الكون بأسره. أما سبب انهزامك في الوقت الحاضر فهو ارسالك جندياً واحداً ليقابل جماعة منظمة وشخصاً معنوياً. فاسعَ أيها المسلم، ليكون كل جندي من جنودك في حكم جماعة وبمثابة شخص معنوي يستمد معنوياته من الدوائر المحيطة به).
وهكذا يمتلئ قلب المسلم قناعةً واطمئناناً من كلام الخضر.
والأمر كذلك في رسالة "الآية الكبرى"؛
اذ ان أهل الضلالة المغيرين على أهل الايمان أصبحوا روحاً خبيثة تسري في الأمة، وشخصية معنوية حاملة لروح الجماعة والتنظيم الخاص تفسد وجدان الناس وقلوبهم عامة في العالم الاسلامي. وتمزق الستار الاسلامي السامي الذي يحيى العقائد التقليدية لدى عوام المسلمين، وتحرق المشاعر المتوارثة أباً عن جد.. تلك المشاعر التي تديم الحياة الايمانية..
فبينما يحاول كل مسلم - يائساً - لينجو بنفسه من هذا الحريق المرعب الذي شب في أرجاء العالم. اذا بـرسائل النور تأتي كالخضر عليه السلام، وتمد اليه يد العون والمساعدة، واذا برسالة "الآية الكبرى" كالجندي المطيع ذي الخوارق، تستمد الامداد المعنوي