ان ذلك الانشغال هو كذلك اشتغال علمي، اذ هو خدمة في سبيل نشر الحقائق الايمانية وتحقيق حريتها وانكشافها؛ فهو نوع من العبادة من هذه الجهة.
وانا بدوري كلما وجدت ضيقاً في نفسي باشرت بمطالعة مسائل النور بمتعة ولذة، رغم اني اطلعت عليها مئة مرة. حتى وجدت "الدفاعات" هي كذلك مثل رسائل النور العلمية.
ولقد قال لي أحد اخواني: "انني أشعر بشوق وحاجة الى تكرار قراءة "رسالة الحشر" وان كنت قد قرأتها ثلاثين مرة".
فعرفت من كلامه هذا: ان رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لحقائق القرآن الكريم وتفسير قيم أصيل له، قد انعكست فيها أيضاً مزية رفيعة للقرآن الكريم الا وهي عدم السأم من قراءتها.
شكراً وحمداً لله بما لايتناهى من الحمد والشكر؛ ان عوام المؤمنين في زماننا هذا، الذين هم في امس الحاجة الى نقطة استناد يستندون اليها قد وجدوها في رسائل النور، فهي حقيقة لن تكون وسيلة لأي شئ كان، ولايداخلها اي غرض او مقصد كان، ولاتفسح المجال لأية شبهة او وسوسة كي تدخل فيها، ولايستطيع اي عدو كان ان يجد حجة لجرحها وتفنيدها.. وان الذين سيسعون لنشرها يسعون للحق والحقيقة وحدهما دون ان تشوب سعيهم مقاصد دنيوية. كل ذلك ليطمئن بتلك الحقيقة أولئك البعيدون ويثقوا بناشريها الصادقين اطمئناناً تاماً لينقذوا ايمانهم من صولة الزنادقة والملحدين على الدين واعتراضات الفلاسفة وانكارهم عليه.
نعم، ان اولئك المؤمنين سيقولون بلسان حالهم: "ان اعداءً شرسين وبهذه الكثرة لم يستطيعوا ان يفنّدوا هذه الحقيقة ولا ان يعترضوا عليها. وان طلاب تلك الحقيقة لايحملون في خدمتها قصداً غير الحق وحده. فلابد ان تلك الحقيقة هي عين الحق ومحض