والمادي الذي لا يقاوم من آخر جيوشه المحيطة بالكون...أما سائر النقاط في المثال، فعليكم تطبيقها كي تتبين خلاصة ذلك السر.
ان رسائل النور كذلك ليست نوراً مقتبساً، وبضاعة مأخوذة من معلومات الشرق وعلومه، ولا من فلسفة الغرب وفنونه. بل هي مقتبسة من العرش الرفيع السماوي لمرتبة القرآن الكريم الذي يسمو على الشرق والغرب.
فرسائل النور التي هي ضياء معنوي، وعلم في منتهى العلو والعمق معاً، لا تحتاح دراستها والتهيؤ لها الى تكلف، ولا داعي الى اساتذة آخرين لتعلمها، ولا الاقتباس من أفواه المدرسين، حيث ان كل شخص يفهم حسب درجته تلك العلوم العالية، دونما حاجة الى اشعال نار المشقة والتعب للحصول عليها، فيفيد نفسه بنفسه، وربما يكون عالماً محققاً.
سؤال:
لِمَ خصت رسائل النور من بين سائر الكتب القيمة باشارات من القرآن الكريم، والتفاتته اليها، وباستحسان الإمام علي رضي الله عنه وتقديره لها، وبتوجّه الشيخ الكيلاني قدس سره اليها والتبشير بها. فما وجه اختصاصها، وماالحكمة في اهتمام وتقدير هذين الاستاذين الفاضلين الى هذا الحد بـرسائل النور؟.
الجواب: من المعلوم ان دقيقة واحدة تكون ذات أهمية تقابل ساعة كاملة وانها تثمر من النتائج ماتنتجه تلك الساعة، وربما ماينتجه يوم كامل، بل قد تكون بمثابة سنين. ويحدث احياناً ان تكون ساعة واحدة لها من الاهمية وتعطي من النتائج ما لسنة من العمر بل العمر كله.
فمثلاً: ان الذي يستشهد في سبيل الله في دقيقة واحدة يفوز بمرتبة الاولياء.. وان الذي يرابط ساعة واحدة في ثغر المسلمين عند اشتداد البرد وصولة الاعداء الرهيبة، قد تكون له من الاهمية ما لسنة من العبادة.