ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 29
(1-147)

لحقائقه وموضّحة لها، ينبغي السعي لها ايضاً جنباً الى جنب حفظ القرآن الكريم.

[تعديل الشفقة المفرطة]
حقيقة تعيد الصواب للمنساقين الى مسالك
البدع والضلالة بشفقتهم المفرطة
لما كانت شفقة الانسان تجلٍ من تجليات الرحمة الربانية، لا ينبغى تجاوز درجة الرحمة الالهية والمغالاة اكثر من رحمة من هو رحمة للعالمينy، فلو تجاوزها وغالى بها فانها ليست رحمة ولا رأفة قط، بل هي مرض روحي وسقم قلبي يفضي الى الضلالة والالحاد.
فمثلاً: ان الإنسياق الى تأويل عذاب الكفار والمنافقين في جهنم، وما يترتب على الجهاد وامثالها من الحوادث - من جراء ضيق شفقة المرء عن استيعابه وعدم تحملها له - إنكار لقسم عظيم من القرآن الكريم والاديان السماوية وتكذيب له، وهو ظلم عظيم وعدم رحمة في منتهى الجور في الوقت نفسه؛ لان حماية الوحوش الكاسرة والعطف عليها، وهي التي تمزق الحيوانات البريئة، غدر عظيم تجاه تلك الحيوانات البريئة، ووحشية بالغة نابعة من فقدان الوجدان والضمير.
فالتعاطف اذن وموالاة اولئك الذين يبيدون حياة ألوف المسلمين الابدية ويمحونها، ويسوقون مئات المؤمنين الى سوء العاقبة بدفعهم الى ارتكاب الذنوب والخطايا، والدعاء لاولئك الكفار والمنافقين، رحمةً بهم وعطفاً عليهم لينجوا من العقاب الشديد، لاشك انه ظلم عظيم وغدر شنيع تجاه اولئك المؤمنين المظلومين.

لايوجد صوت