ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 27
(1-147)

وتحفيز شوقهم، اذ يجد نفسه مضطراً الى حمل شئ من اعبائهم ومهماتهم، بل ينبغي له ذلك.

[الذنوب في آخر الزمان]
مسألة أخطرت على القلب فجأة:
هناك روايات حول التضخم الرهيب لذنوب المرء في آخر الزمان. فكنت افكر: هل يمكن ان يرتكب انسان اضعاف ما يرتكبه شخص واحد من الخطايا والذنوب بالوف المرات؟ ترى اي ذنوب هذه -المجهولة لدينا- حتى تتعرّض للموجودات وتمس الكون فتثير غضبه وتزيد حدّته، بل تسبب قيام الساعة ودمار العالم عليهم؟
وها قد رأينا اسبابها المتعددة في الوقت الحاضر:
فمثلاً: لقد فُهم من وجوهها المتعددة، بجهاز الراديو الموجود لدي. حيث ان شخصاً واحداً يرتكب مليوناً من الكبائر دفعةً واحدة بكلمة واحدة، يتفوه بها في الراديو، فيُقحم ملايين المستمعين له في الذنوب.
نعم، ان جهاز الراديو ينطق بلسان واحد، الاّ انه يدفع مئات الالوف من الكلمات في الهواء دفعة واحدة. فبينما ينبغي ان يملأ هذا الجهاز - الذي هو نعمة الهية عظمى - ذرات الهواء قاطبة، بالحمد والثناء والشكر لله سبحانه وتعالى، إلاّ ان سفاهة البشر المتولدة من الضلالة تستعمل هذا الجهاز بما يخالف الشكر والحمدلله. فلا جرم أنه سيعاقب عليها.
نعم، ان المدنية الدنية الظالمة قد عوقبت، بكفرانها بالنعمة الالهية وعدم ايفائها الشكر لله، تجاه ما انعم عليها سبحانه من الخوارق الحضارية، لصرفها تلك الخوارق الى الدمار حتى سلبت سعادة الحياة كلياً وأردت الناس الذين يُعدّون في ذروة الحضارة والمدنية الى أدنى من دركات الوحوش الضالة، واذاقتهم عذاب جهنم قبل الذهاب اليها.

لايوجد صوت